(3) الإطناب
  (٢) وقال أبو الفتح البستىّ(١):
  إذا حمد الكريم صباح يوم ... وأنّى ذاك لم يحمد مساءه(٢)
  (٣) وقال أبو خراش الهذلّى(٣) يذكر أخاه عروة:
  تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء لو علمت جليل
  فلا تحسبى أنّى تناسيت عهده ... ولكنّ صبري يا أميم جميل(٤)
  (٤)
  واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كلّ ما قدرا(٥)
  (٣)
  بيّن مواطن التذييل ونوعه في كل مثال من الأمثلة الآتية:
  (١) قال أبو تمام يعزى الخليفة في ابنه:
  تعزّ أمير المؤمنين فإنّه ... لما قد ترى يغذى الصبىّ ويولد(٦)
  هل ابنك إلّا من سلالة آدم ... لكلّ على حوض المنيّة مورد
  (٢) وقال إبراهيم بن المهدى في رثاء ابنه:
  تبدّل دارا غير دارى وجيرة ... سواي وأحداث الزّمان تنوب
  (٣)
  فإن أك مقتولا فكن أنت قاتلي ... فبعض منايا القوم أكرم من بعض
  (٤) قال تعالى: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ}
(١) شاعر عصره وكاتبه، نسب إلى بوست (قرب سجستان) وقد ولى كتابة ديوانها، ثم انتقل إلى بخارى فمات فيها سنة ٤٠٠ هـ، وله ديوان شعر.
(٢) يقول: إن الدهر قلب لا يدوم على حال، فإذا سر إنسانا في صباح يومه أساء إليه في مسائه، ومن سره زمن ساءته أزمان.
(٣) هو خويلد بن مرة أحد بنى هذيل، وهو من فرسان العرب وفتاكهم، شاعر مخضرم، أسلم وهو شيخ كبير يوم حنين، وكان عداء، وخراش ابنه، وعروة أخوه.
(٤) الصبر الجميل: هو الذي لا شكوى فيه.
(٥) أن في البيت مخففة من الثقيلة، وضمير الشأن محذوف، يقول: إن المقدور آت لا محالة وإن تأخر، وفي هذا تسلية وتسهيل للأمر.
(٦) تعز: تصبر، يقول: تصبر يا أمير المؤمنين، فإن الموت سبيل كل حي، والصبى لا يولد ولا يغذى إلا استعدادا للموت.