البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإيجاز والإطناب والمساواة

صفحة 255 - الجزء 1

  (٤)

  بين مواطن الاحتراس وسبب الإتيان به في الأمثلة الآتية:

  (١) قال أبو الحسين الجزار⁣(⁣١) في المديح:

  ويهتزّ للجدوى إذا ما مدحته ... كما اهتزّ حاشا وصفه شارب الخمر

  (٢) وقال آخر:

  وما بي إلى ماء سوى النّيل غلة ... ولو أنه أستغفر اللّه زمزم

  (٣) وقال عنترة:

  يخبرك من شهد الوقيعة أنّنى ... أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم⁣(⁣٢)

  (٤) وقال كعب بن سعيد الغنوي

  حليم إذا ما الحلم زيّن أهله ... مع الحلم في عين الرّجال مهيب⁣(⁣٣)

  (٥)

  بيّن مواقع الإطناب والغرض منه فيما يأتي:

  (١) قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}

  (٢) وقال أيضا: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى}

  (٣) وقال الشاعر:

  والسّعى في الرّزق والأرزاق قد قسمت ... بغى ألا إنّ بغى المرء يصرعه

  (٤) وقال تعالى: {وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ}


(١) شاعر مصرى رقيق، تظهر في شعره خفة الروح المصرية، ولد سنة ٦٠١ هـ ومات سنة ٦٧٢ هـ.

(٢) الوقيعة: القتال، والوغى في الأصل: صوت المقاتلة في الحرب ثم استعمل في الحرب نفسها، يقول: إنه يغشى الحرب شجاعة، فإذا كانت الغنيمة كف عفة؛ لأنه لا يقاتل لأجلها.

(٣) يقول: هو حليم في المواطن التي يحمد فيها الحلم، وهو مع حلمه مهيب في أعين الرجال.