البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 267 - الجزء 1

  ولو درى لكفاه ... ممّا يروم صبابه⁣(⁣١)

  (٥) وقال عبد اللّه بن رواحة⁣(⁣٢) يمدح النّبىّ ، وقيل إنه أمدح بيت قالته العرب:

  تحمله النّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلّى نوره الظّلما⁣(⁣٣)

  (٣)

  بيّن مواضع الجناس فيما يأتي وبين نوعه في كل مثال:

  (١) قال البحتري في مطلع قصيدة:

  هل لما فات من تلاق تلافى ... أم لشاك من الصّبابة شافى

  (٢) وقال النابغة في الرثاء:

  فيالك من حزم وعزم طواهما ... جديد الرّدى بين الصّفا والصّفائح⁣(⁣٤)

  (٣) وقال البحتري:

  نسيم الرّوض في ريح شمال ... وصوب المزن في راح شمول⁣(⁣٥)

  (٤) وقال الحريري:

  لا أعطى زمامى من يخفر ذمامى⁣(⁣٦)، ولا أغرس الأيادى في أرض الأعادى.

  (٥) وقال: لهم في السير جرى السّيل، وإلى الخير جرى الخيل.

  (٦) قال البحتري:

  فقف مسعدا فيهنّ إن كنت عاذرا ... وسر مبعدا عنهنّ إن كنت عاذلا


(١) الصبابة بالضم: بقية الماء في الإناء.

(٢) صحابي جليل وشاعر من الشعراء الراجزين، شهد غزوات كثيرة، واستخلفه النبي على المدينة في إحدى غزواته، ومات سنة ٨ هـ.

(٣) الناقة الأدماء: الشديدة البياض، والمعتجر: الملتف، وجلى: كشف.

(٤) الصفا: الحجارة، الواحدة صفاة، والصفائح: حجارة رقاق تبلط بها الدور وتسقف بها القبور.

(٥) الصوب: نزول المطر، والمزن: جمع مزنة وهي السحابة البيضاء، والراح:

الخمر، والشمول: الخمر تنفحها ريح الشمال، يصف البحتري بذلك أخلاق ممدوحه.

(٦) يخفر ذمامى: ينقض عهدي.