البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(2) الاقتباس

صفحة 269 - الجزء 1

(٢) الاقتباس

الأمثلة:

  (١) قال عبد المؤمن الأصفهانىّ⁣(⁣١):

  لا تغرّنّك من الظّلمة كثرة الجيوش والأنصار {إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ}⁣(⁣٢) {فِيهِ الْأَبْصارُ}

  (٢) وقال ابن سناء الملك⁣(⁣٣):

  رحلوا فلست مسائلا عن دارهم ... أنا «باخع نفسي على آثارهم⁣(⁣٤)

  (٣) وقال أبو جعفر الأندلسىّ⁣(⁣٥):

  لا تعاد الناس في أوطانهم ... قلّما يرعى غريب الوطن⁣(⁣٦)

  وإذا ما شئت عيشا بينهم ... «خالق الناس بخلق حسن»

البحث:

  العبارتان اللتان بين الأقواس في المثالين الأولين مأخوذتان من القرآن الكريم، والعبارة التي بين قوسين في المثال الثالث من الحديث الشريف، وقد ضمّن الكاتب أو الشاعر كلامه هذه الآثار الشريفة من غير أن يصرّح بأنها من القرآن أو الحديث وغرضه من هذا التضمين أن يستعير


(١) أديب مشهور متصوف وله كتاب يدعى أطباق الذهب رتبه على مائة مقالة عارض بها الزمخشري.

(٢) يقال شخص بصره إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف.

(٣) هو القاضي السعيد هبة اللّه، كان من الرؤساء النبلاء، وكان واسطة العقد في مجالس الشعراء بمصر وهو أول من استكثر من الموشحات وأجاد فيها من المشارقة، وله ديوان شعر، وتوفى بالقاهرة سنة ٦٠٨ هـ.

(٤) بخع نفسه: قتلها غما.

(٥) أديب قوى الإدراك، أجاد في فنى النظم والنثر، وجرت له مع لسان الدين بن الخطيب مباحثات ومراسلات، وله ديوان شعر، وتوفى نحو سنة ٧٧٢ هـ.

(٦) يرعى غريب الوطن: أي يلحظ بالإحسان.