(2) الاقتباس
  من قوتها قوة، وأن يكشف عن مهارته في إحكام الصلة بين كلامه والكلام الذي أخذه، وهذا النوع يسمى اقتباسا؛ وإذا تأملت رأيت أن المقتبس قد يغيّر قليلا في الآثار التي يقتبسها كالمثال الثاني إذ الآية: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ}
القاعدة:
  (٦٩) الاقتباس تضمين النّثر أو الشّعر شيئا من القرآن الكريم أو الحديث الشريف من غير دلالة على أنّه منهما، ويجوز أن يغيّر في الأثر المقتبس قليلا.
تمرينات
  (١)
  بيّن في كل اقتباس مما يأتي حسن تأتّى البليغ في إحكام الصلة بين كلامه والكلام المقتبس:
  (١) اغتنم فودك(١) الفاحم(٢) قبل أن يبيضّ، فإنما الدّنيا «جدار يريد أن ينقض»(٣).
  (٢) وكتب القاضي الفاضل(٤) في الرد على رسالة:
  ورد على الخادم الكتاب الكريم فشكره «وقربه نجيّا(٥) ورفعه «مكانا عليّا» وأعاد عليه عصر الشباب «وقد بلغ من الكبر عتيّا»(٦).
(١) الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن.
(٢) الفاحم: الأسود.
(٣) ينقض: يسقط.
(٤) كاتب من أئمة الكتاب، كان من وزراء السلطان صلاح الدين ومن مقربيه، وقد اشتهر بسرعة الخاطر في الإنشاء، وله طريقة في الكتابة عمادها السجع والتورية تعرف بالطريقة الفاضلية، حاكاه فيها من جاء بعده من الأدباء، ولد بعسقلان، وتوفى بالقاهرة ٥٩٦ هـ.
(٥) النجى: الذي تساره، ومعنى قربه نجيا: جعله مناجيا.
(٦) عتيا: مصدر عتا الشيخ إذا كبر وولى.