البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(1) التورية

صفحة 276 - الجزء 1

المحسنات المعنوية

(١) التّورية

الأمثلة:

  (١) قال سراج الدين الورّاق⁣(⁣١):

  أصون أديم وجهي عن أناس ... لقاء الموت عندهم الأديب

  وربّ الشعر عندهم بغيض ... ولو وافى به لهم «حبيب»

  (٢) وقال نصير الدين الحمّامى⁣(⁣٢):

  أبيات شعرك كالقص ... ور ولا قصور بها يعوق⁣(⁣٣)

  ومن العجائب لفظها ... حرّ ومعناها «رقيق»

  (٣) وقال الشّابّ الظريف⁣(⁣٤):

  تبسّم ثغر اللّوز عن طيب نشره ... وأقبل في حسن يجلّ عن الوصف

  هلمّوا إليه بين قصف ولذّة ... فإنّ غصون الزّهر تصلح «للقصف»


(١) شاعر مصرى رقيق، برع في التورية وغيرها من أنواع البديع، وله شعر كثير جيد، ولد سنة ٦١٥ هـ ومات سنة ٦٩٥ هـ.

(٢) كان يحترف باكتراء الحمامات بمصر، فلما كبرت سنه اقتصر على الاستجداء بالشعر، وشعره يدل على نبوغ وعبقرية، مات سنة ٧١٢ هـ.

(٣) يعوق: أي يمنع من إدراك جمالها.

(٤) هو شمس الدين بن العفيف التلمساني، كان نابغة عصره، وقد فتن بشعره لرقته وجماله الفنى، ولد سنة ٦٦٢ هـ ومات سنة ٦٨٧ هـ فكانت حياته خمسا وعشرين سنة.