البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

التشبيه

صفحة 29 - الجزء 1

  (١٩) وقال السّرىّ الرّفّاء⁣(⁣١) في وصف شمعة:

  مفتولة مجدولة ... تحكى لنا قدّ الأسل⁣(⁣٢)

  كأنّها عمر الفتى ... والنار فيها كالأجل

  (٢٠) وقال أعرابي في الذم:

  لقد صغّر فلانا في عيني عظم الدنيا في عينه، وكأنّ السائل إذا أتاه ملك الموت إذا لاقاه.

  (٢١) وقال أعرابي لأمير: اجعلني زماما من أزمّتك التي تجرّ بها الأعداء⁣(⁣٣).

  (٢٢) وقال الشاعر:

  كم وجوه مثل النّهار ضياء ... لنفوس كالليل في الإظلام

  (٢٣) وقال آخر:

  أشبهت أعدائي فصرت أحبّهم ... إذ كان حظّى منّك حظّى منهم

  (٢٤) وقال البحتري في المديح:

  كالسيف في إخذامه والغيث في ... إرهامه والليث في إقدامه⁣(⁣٤)

  (٢٥) وقال المتنبي في وصف شعره:

  إنّ هذا الشّعر في الشّعر ملك ... سار فهو الشّمس والدّنيا فلك⁣(⁣٥)

  (٢٦) وقال في المديح:

  فلو خلق النّاس من دهرهم ... لكانوا الظّلام وكنت النهارا


(١) السرى الرفاء: كان في صباه يرفو ويطرز بدكان بالموصل، وكان مع ذلك يتعلق بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل كذلك حتى جاد شعره، وكان عذب الألفاظ كثير الافتنان في التشبيه والوصف، ومات ببغداد سنة ٣٦٠ هـ.

(٢) مفتولة مجدولة: أي محكمة، والقد: القامة، الأسل: الرماح.

(٣) الزمام: حبل تقاد به الدابة.

(٤) الإخذام: القطع، والإرهام: دوام سقوط المطر.

(٥) الملك: واحد الملائكة، والفلك: مدار الشمس، أي أن شعري أعلى من سائر الشعر.