الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[عمر أفضل من أبي بكر على مقالة الخوارج والعامة]

صفحة 149 - الجزء 1

  فسل الخوارج ومن قال بمقالتهم: ما حجتهم على من خالفهم واحتج أن الأمَّة أجمعت أن عليّاً أول من آمن بالله ورسوله، ولم يشرك بالله طرفة عين، وأنه كان مع رسول الله، ويذب بسيفه دونه، والعباس في ذلك الوقت مشرك بالله لم يسلم إلا بعد الهجرة، واحتج بقول الله تبارك وتعالى أن عليّاً أولى برسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ من العباس؛ وذلك قول الله تبارك وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}⁣[الأحزاب: ٦]؟

  فالمؤمن المهاجر أولى برسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ من المؤمن غير المهاجر.

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: هل نسخ هذه الآية من كتاب الله شيءٌ؟ أم هل تقدرون على تغييرها؟!.

[عمر أفضل من أبي بكر على مقالة الخوارج والعامة]

  مع أن الأمر عند الخوارج وعند العامة أن أبا بكر أفضل من عمر، وأن عمر أفضل من العباس، فنظرنا في روايتهم فإذا عمر أفضل من أبي بكر؛ لأنهم رووا أن أبا بكر قال: إن له شيطاناً يعتريه.

  ورووا أن النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ قال: «إن الشيطان يفرّ من حسن عمر»⁣(⁣١).

  فالذي يفرّ الشيطان من حسنه أفضل ممَّن يعتريه الشيطان، فعمر كان أولى بالخلافة.


(١) وفي رواية الترمذي: (إذا طلع فانفضّ الناس، فقال رسول الله ÷: (إنِّي لأنظر إلى شياطين الجنّ والإنس قد فرّوا من عمر). أنظر سنن الترمذي: أبواب المناقب، باب مناقب عمر.

وفي رواية: (أنّ جارية سوداء ضربت بالدفّ وغنّت بين يدي رسول الله ÷ بعد رجوعه من إحدى غزواته، فدخل عمر فألقت الدفّ تحت استها، ثمّ قعدت عليها، فقال رسول الله ÷: إنّ الشيطان ليخاف منك يا عمر). أنظر سنن الترمذي: أبواب المناقب، باب مناقب عمر، ومسند أحمد: ٥/ ٣٥٣.