الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[قصة الصبي المتعبد الذي أمر النبي ÷ بقتله]

صفحة 199 - الجزء 1

  كان صبي وجِدَ متعبداً على عهد رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام يعجبنا شأنه، فذكرنا ذلك للنبي عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام ذات يوم، فقال رسول الله ÷: «لا أعرفه».

  فوصفناه فلم يعرفه، فبينا نحن على ذلك إذ طلع فقلنا: هو هذا.

  فقال رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «إنِّي لأرى رجلاً عليه مقنعة من الشيطان».

  فأقبل عليه حتى وقف علينا، فقال له النبي [÷]⁣(⁣١): «نشدتك بالله؛ هل قلت حين وقفت علينا: ما في هذا المجلس أحد خير مني؟».

  فقال: نعم.

  ثم دخل يصلي، فقال النبي عليه وآله السلام: «من يقتله؟».

  فقال أبو بكر: أنا.

  فقام ليقتله، فلما رآه يصلي تركه ورجع، فقال: يا رسول الله؛ نهيتنا عن قتل المصلين فكرهت أن أقتله وهو يصلي.

  فقال رسول الله: «من يقتله؟».

  فقال عمر: أنا.

  فوجده عمر ساجداً فقال: قد رجع من هو خير مني، وجدته ساجداً فلم أقتله.

  فقال رسول الله: «من يقتله؟».

  فقال علي بن أبي طالب: أنا أقتله يا رسول الله.

  فقال رسول الله: «أنت إن أدركته».

  فذهب فلم يقدر عليه، ووجده قد خرج.

  فقال رسول الله ÷: «لو قتل هذا لكان أولهم وآخرهم ما اختلف من أُمَّتِي رجلان».


(١) من (ج).

(٢) مجمع الزوائد للهيثمي: ٦/ ٢٢٧.