[قصة الصبي المتعبد الذي أمر النبي ÷ بقتله]
  كان صبي وجِدَ متعبداً على عهد رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام يعجبنا شأنه، فذكرنا ذلك للنبي عَلَيْهِ وَآلِهِ السلام ذات يوم، فقال رسول الله ÷: «لا أعرفه».
  فوصفناه فلم يعرفه، فبينا نحن على ذلك إذ طلع فقلنا: هو هذا.
  فقال رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «إنِّي لأرى رجلاً عليه مقنعة من الشيطان».
  فأقبل عليه حتى وقف علينا، فقال له النبي [÷](١): «نشدتك بالله؛ هل قلت حين وقفت علينا: ما في هذا المجلس أحد خير مني؟».
  فقال: نعم.
  ثم دخل يصلي، فقال النبي عليه وآله السلام: «من يقتله؟».
  فقال أبو بكر: أنا.
  فقام ليقتله، فلما رآه يصلي تركه ورجع، فقال: يا رسول الله؛ نهيتنا عن قتل المصلين فكرهت أن أقتله وهو يصلي.
  فقال رسول الله: «من يقتله؟».
  فقال عمر: أنا.
  فوجده عمر ساجداً فقال: قد رجع من هو خير مني، وجدته ساجداً فلم أقتله.
  فقال رسول الله: «من يقتله؟».
  فقال علي بن أبي طالب: أنا أقتله يا رسول الله.
  فقال رسول الله: «أنت إن أدركته».
  فذهب فلم يقدر عليه، ووجده قد خرج.
  فقال رسول الله ÷: «لو قتل هذا لكان أولهم وآخرهم ما اختلف من أُمَّتِي رجلان».
(١) من (ج).
(٢) مجمع الزوائد للهيثمي: ٦/ ٢٢٧.