الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[إخباره # أن قاتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله]

صفحة 237 - الجزء 1

  فخرج عند طلوع الفجر، فخرج إليه ابن ملجم، - لعنه الله وأخزاه - فضربه بالسيف فقبض عليه أمير المؤمنين - ~ وَرَحْمَتُهُ - فقال له: [أنت]⁣(⁣١) عبد الرَّحمن بن ملجم؟

  قال: نعم يا أمير المؤمنين.

  قال له علي #: الله أكبر، الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت⁣(⁣٢).

  فسل الخوارج: من أعلم علياً بهذا الغيب؟


(١) من (ج).

(٢) روى ابن عبد البَّر بسنده عن ابن أبي فضالة قال: خرجت مع أبي إلى علي بن أبي طالب # بينبع وكان عائداً له، وكان مريضاً ثقيلاً يخاف عليه - إلى قوله: - فقال له علي #: (لست ميتاً من وجعي هذا؛ إن رسول الله ÷ عهد إليَّ أن لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه - يعني لحيته من هامته -). أنظر الاستيعاب لابن عبد البَّر: ٢/ ٦٨١، مسند أحمد بن حنبل: ١/ ١٠٢، الرياض النضرة للمحب الطبري: ٢/ ٢٢٣.

وروى المتقي الهندي بسنده قال: عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله ÷ لعليٍّ #: «إنك مستخلف مقتول، وإن هذه مخضوبة من هذا - يعني لحيته من رأسه -». قال أخرجه الطبراني وابن عساكر. أنظر كنز العمال للمتقي: ٦/ ٣٩٨.

وروى الحاكم في مستدركه بسنده عن أبي سنان الدؤلي إنه عاد علياً # في شكوى له شكاها قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه. فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه لأني سمعت رسول الله ÷ الصادق المصدوق يقول: «إنك ستضرب ضربه هاهنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري. اه، والحديث رواه البيهقي أيضاً في: ٨/ ٥٨، وابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة: ٤/ ٣٣ باختلاف في اللفظ، وغير هؤلاء أيضاً من أئمة الحديث.