الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من زعم أن سبب حديث الغدير منافرة وقعت بين علي # وزيد بن حارثة]

صفحة 257 - الجزء 1

  فقال رسول الله ÷: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».

  إن مولى الرجل مولى ابن عمه، فلذلك قال.

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: هل أمر رسول الله ÷ لشيء ينزل عليه من الفرائض بالصلاة جامعة؟

  فإن قالوا: نعم.

  فسلهم: لأي فريضة في أي موضع؟ لا يجدون ذلك.

  وإن قالوا: لا.

  فقل: أَفليس قد أمر يوم غدير خم بالصلاة جامعة؟

  فلا بد من قولهم: نعم؛ لأنهم وجميع الفرق الثلاث والسبعين قد أجمعت على ذلك.

  فقل: هل يستقيم في المعقول، أو يجهله ذووا العقول: أن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ يأمره بالصلاة جامعة لفريضة من فرائض الله ويأمر بها في منافرة رجلين جحد أحدهما صاحبه الولاء؟

  إن هذا المقال لا تقبله القلوب مع أن هذا القول كان في حَجَّة الوداع⁣(⁣١)، وزيد | قُتِل يوم مُؤته حين وجهه النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إيَّاه وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة الأنصاري. إِلاَّ أن تكون الخوارج أَوْ غيرهم رووا أن زيداً بعث بعد ذلك فالله قادر على ما يشاء، مع أن في هذا الحديث: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» لفظ متسق قوله: «اللَّهُمَّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبَّه، وابغض من أبغضه».

  وقوله: «هذا وليكم من بعدي»، هذا في رواية أخرى. فما معنى هذا القول؟


(١) أي قول زيد |: أنا مولى رسول الله.