[شبهات وردود]
  وقوله: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة: ٢٥٧] ثم قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}[البقرة: ٢٥٧]، فأخبر أنه ولي(١) المؤمنين، وليس بولي للكافرين.
  ثم أخبر أنَّ ولاءه الذي وَلِيَ به المؤمنين لرسوله(٢) عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فقال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: ٦] أي في الدين.
  ثم أخبر رسوله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ(٣) أن الولاَء الذي جعله الله له في الدين لعلي بن أبي طالب [¥](٤) فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، و «من كنت وليَّه فعليٌّ وليُّه»(٥).
  فولاية الله تعالى، وولاية رسول الله، وولاية علي بن أبي طالب، على الخلق واحدة(٦).
  ولو كان الأمر على ما قالت الخوارج أنه في زيد، لم يكن رسول الله ليحابي عليّاً عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ بالولاء دون العباس؛ لأن العمَّ عند الخوارج - وعند من قال بمقالتهم - أولى من ابن العمِّ بالميراث، وأجمعوا في فرائضهم على رجل هلك وترك ابنته وعمه وابن عمه من عمٍّ آخر أن للبنت النصف، وللعمِّ النصف، وليس لابن العمِّ من عمٍّ آخر شيء.
(١) نخ (أ): مولى.
(٢) في (أ): لنبيِّه.
(٣) في (ج) رسول الله #.
(٤) من (ج).
(٥) كنز العمال للمتقي: ٦/ ٣٩٠ و ٣٩٧، المناقب للكوفي: ١/ ٤٥٠ - ٤٥٣ ح ٣٥٠ - ٣٥٢، المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٣٤ - ٣٥ ح ٣٥.
(٦) وذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ..} الآية [المائدة: ٥٥].