[شروط الإمام الواجب طاعته وموالاته]
[شروط الإمام الواجب طاعته وموالاته]
  ولن يكون الإمام إماماً حتى تكون فيه ست خصال؛ أولها: أن يكون أولهم إيماناً. وأعلمهم بحكم الله وبما أنزل الله على نبيه، ويكون أشجعهم قلباً، وأسخاهم كفاً، وأقدمهم هجرة، وأمسهم برسول الله ÷ رحماً، وأجمعهم لعلم رسول الله عَلَيْهِ آلَهِ الْسَّلامُ(١).
  فأمَّا ما ذكرنا من قدم الإيمان: فإن الله سبحانه فضل السابقين سابقاً فسابقاً لقوله: {[وَ] السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}[الواقعة: ١٠ - ١١](٢).
  وأمَّا العِلم بحكم الله: فإنه إن لم يكن عالماً لم يُؤمَن عليه أن يحكم بغير ما أنزل الله، ووجبت عليه الأسماء الثلاثة التي ذكر الله ø في كتابه من الكفر، والظلم، والفسق، لقوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}[المائدة: ٤٤]، و {الظَّالِمُونَ}[المائدة: ٤٥]، و {الْفَاسِقُونَ}[المائدة: ٤٧].
  [وأمَّا الشجاعة]: فإنه إن لم يكن شجاعاً انهزم من عدوّه، ومتى انهزم من عدوه باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير(٣).
  وأمَّا السخاء: فإنه إن لم يكن سخياً غلَّ واتخذ مال الله خولاً، ومتى فعل ذلك وجب عليه من الله شديد العقاب.
(١) (ب): عليه وعلى آله السلام.
(٢) روى ابن الغازلي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن ابن عباس في قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق عليٌّ إلى محمَّد ÷. اه أنظر كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ١٩٧ - ١٩٨ ح ٣٦٥.
(٣) قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[الأنفال/١٦].