الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[شروط الإمام الواجب طاعته وموالاته]

صفحة 29 - الجزء 1

[شروط الإمام الواجب طاعته وموالاته]

  ولن يكون الإمام إماماً حتى تكون فيه ست خصال؛ أولها: أن يكون أولهم إيماناً. وأعلمهم بحكم الله وبما أنزل الله على نبيه، ويكون أشجعهم قلباً، وأسخاهم كفاً، وأقدمهم هجرة، وأمسهم برسول الله ÷ رحماً، وأجمعهم لعلم رسول الله عَلَيْهِ آلَهِ الْسَّلامُ⁣(⁣١).

  فأمَّا ما ذكرنا من قدم الإيمان: فإن الله سبحانه فضل السابقين سابقاً فسابقاً لقوله: {[وَ] السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}⁣[الواقعة: ١٠ - ١١](⁣٢).

  وأمَّا العِلم بحكم الله: فإنه إن لم يكن عالماً لم يُؤمَن عليه أن يحكم بغير ما أنزل الله، ووجبت عليه الأسماء الثلاثة التي ذكر الله ø في كتابه من الكفر، والظلم، والفسق، لقوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}⁣[المائدة: ٤٤]، و {الظَّالِمُونَ}⁣[المائدة: ٤٥]، و {الْفَاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٤٧].

  [وأمَّا الشجاعة]: فإنه إن لم يكن شجاعاً انهزم من عدوّه، ومتى انهزم من عدوه باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير⁣(⁣٣).

  وأمَّا السخاء: فإنه إن لم يكن سخياً غلَّ واتخذ مال الله خولاً، ومتى فعل ذلك وجب عليه من الله شديد العقاب.


(١) (ب): عليه وعلى آله السلام.

(٢) روى ابن الغازلي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن ابن عباس في قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق عليٌّ إلى محمَّد ÷. اه أنظر كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ١٩٧ - ١٩٨ ح ٣٦٥.

(٣) قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}⁣[الأنفال/١٦].