13 - [حديث: اختيار الله تعالى زواج فاطمة من علي @، وفيه أيضا حديث تبشير الرسول لابنته فاطمة @]
  فلما رأت ما برسول الله ÷ من الجهد خنقتها العَبرة حتى جرت(١) دمعتها على خدها، فقال لها: «يا فاطمة؛ أمَا علمت أن الله - تعالى ذكره - [اطلع إلى](٢) أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليَّ أن أنكحه، وأتخذه وصياً؟
  أما علمت يا فاطمة: أنِّي لكرامة الله إيَّاك زَوَّجَك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً؟»(٣).
  فَسُرَّت بذلك، واستبشرت بما قال لها رسول الله ÷.
  فأراد أن يزيد من مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمَّد ولآل محمَّد فقال لها: «يا فاطمة؛ لعليٍّ ثمانية أضراس ثواقب: إيمانه بالله ورسوله، وعلمه، وحكمته، وزوجته فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله.
  يا فاطمة؛ إنَّا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً من الأولين، ولن يدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا (فهو) خير الأوصياء فهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء فهو حمزة(٤) عمّك، ومِنَّا من له جناحان
(٧) أبو أيوب الأنصاري النجاري، توفي في قسطنطينة سنة ٥٢ هـ. شهد العقبة وبدراً، وما بعدها، وشهد مع الوصي # مشاهده كلها. روى عنه عطاء الليثي، وأبو سلمة وغيرهما.
(١) (ب، ج): حتى خرجت.
(٢) من (ب، ج)، وفي (أ): اطلع على.
(٣) مستدرك الصحيحين للحاكم: ٢/ ١٢٩، وفيه «يا فاطمة أما ترضين»، كنز العمال للمتقي الهندي: ٦/ ١٥٣، مجمع الزوائد للهيثمي: ٨/ ٢٥٣، أسد الغابة لابن الأثير: ٤/ ٤٢، ذخائر العقبى للمحب الطبري: ١٣٥.
(٤) حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عمارة وأبو يعلى، أسد الله وأسد رسوله ÷، عم الرسول ÷، وأخوه من الرضاعة. أسلم بمكة وشهد بدراً وأحداً، =