الفصل الثاني: إبطال نسبة هذه الفرق إلى الزيدية
  الأصول الأربعة التي هي الماء والنار والتراب والهواء، وليس لله تأثير إلا فيها، والأشياء الأخرى تحصل منها بالإحالة والإستحالة والتركيب.
  ولهم أقوال كثيرة غير هذا، ذكرتها في رسالة بينتُ فيها أقوالهم وعقائدهم، وموقف الأئمة $ منهم، وموقف العلماء المعاصرين لهم، اسم تلك الرسالة (القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب).
  ومما يدل على بطلان نسبة هذه الفرق إلى الزيدية:
  أن الفرقة التي تخرج عن أصول الزيدية ومبادئها تسمى باسم خاص، كما يقال السليمانية والبترية والمطرفية وغيرها، بينما الزيدية المحقة لا يتغير اسمها، فلو كانت تلك من الزيدية لقيل لها الزيدية، ولم تسم باسم خاص، وأما قول أهل الملل السليمانية من الزيدية مثلاً، فهذه تسمية باعتبار ما كانوا عليه، فلما خرجوا وقالوا بغير أقوال الزيدية نسبوا إلى من أحدث لهم واخترع تلك الأقوال، فنسبوهم إلى الزيدية باعتبار ما كانوا عليه، ولم يحققوا في معنى الزيدية حتى يتبين لهم خروج أولئك عنها.
  وأيضاً الزيدية منتسبة إلى أئمة أهل البيت $ ابتداء بالإمام زيد #، فكيف يكون غيرهم إماماً لهم، وداعياً لهم إلى أمرٍ هم الذين أسسوه.