الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثاني: إبطال نسبة هذه الفرق إلى الزيدية

صفحة 105 - الجزء 1

  عيسى، ولم يذكر أحد منهم أي فرق للزيدية، بل يذكرون الزيدية فرقة واحدة ويذكرون عقائدها وأصولها كعقائد لأهل البيت $، بدون ذكر لما يضيفونه إلى الزيدية من الفرق في هذه الأزمنة، فذلك يدل على أحد أمرين:

  الأول: إن كانت تلك الفرق قد أضيفت إلى الزيدية في تلك العصور المتقدمة فعدم ذكر الأئمة المتقدمين لهم، وإهمالهم إياهم يدل على عدم اعتدادهم بهم.

  والثاني: أن تكون تلك الفرق إنما نشأت في الأزمنة المتأخرة عن زمان المتقدمين فهذا كاف في بطلان نسبتهم إلى الزيدية.

  أو يكون ذلك من صنيع أعدائهم كما قدمنا.

  ٩ - الأولى أن نجعلهم فرقاً مستقلة، ولا نحاول إقحامهم بين أوساط الزيدية وهم يخالفونها في بعض أصولها، وإنما سمي قادتها زيدية لأنهم وافقوا الإمام زيد في نظرية الخروج على السلطان الجائر، أما مبادؤهم الأخرى فهم كغيرهم في الأقوال، منها ما وافقوا فيها الزيدية، ومنها ما خالفوهم فيها.

  وهذه الملاحظات تنطبق على السليمانية والصالحية.

  أما الجارودية: فهم لم يخالفوا الزيدية في أصولها، وإنما اشتهروا بسبب تشدد أبي الجارود في مسألة الصحابة الذين تقدموا على علي #، فكل من تشدد فيهم من الزيدية قالوا هو جارودي، لأن ذلك طريقة أبي الجارود فقط.

  وأما المطرفية: فالأئمة $ مجمعون على كفرهم وضلالهم، فهم لا يعدونهم في الفرق الإسلامية فضلاً عن أن يعدوا في فرق الزيدية، وذلك بسبب أقوالهم التي شابهوا ووافقوا فيها الطبائعية، حيث أضافوا التأثير في هذا الكون إلى