الفصل الثالث: في بيان فرق الفقه عند الزيدية
  فليس الإمام الهادي بأولى بالتقليد من الإمام زيد، ولا الإمام زيد بأولى بالتقليد من الإمام القاسم، ولا الإمام القاسم بأولى بالتقليد من الإمام الناصر عليهم جميعاً السلام والرحمة الرضوان، ولكنهم لا يختلفون في وجوب العمل بما أجمع عليه أهل البيت $، أما ما اختلفوا فيه، فكل بالخيار في تقليد من شاء منهم.
  والبعض من الناس لا يستطيع أن يفرق بين هذا الإختلاف الواقع في الفروع، فيجعل الهادوية فرقة غير الزيدية في الأصول وفي الفروع، والزيدية غير الناصرية في الأصول والفروع، ولكن الصحيح عند من بحث وفتش أنه لا خلاف بين أئمة الزيدية $ في الأصول، وأما الفروع فبابها رحيب، وكل مجتهد فيها مصيب.
  فهذه هي فرق الزيدية في الفروع أما في الأصول فليس لهم فرق، وليسوا سوى فرقة واحدة، تجمعهم الأصول المتقدمة، والمبادئ السابقة، فاجعل هذا الكلام على ذُكْرٍ منك، ولا تصدق أقوال غير الزيدية في الزيدية.