الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الشبهة الأولى: حول توافق أصول الزيدية مع المعتزلة

صفحة 115 - الجزء 1

  الزيدية ليست مأخوذة من المعتزلة بل العكس هو الصحيح، وهو أن المعتزلة أخذت بعض أصولها من الزيدية وتركت البعض الآخر، ما يلي:

  أولاً: أن الزيدية نسبتها إلى الإمام زيد #، والإمام زيد أخذ علمه عن آبائه $، ولم يأخذه عن أحد من رجال المعتزلة، ولم يذكر أحد من المؤرخين المنصفين، وأهل التواريخ المحققين أن الإمام زيد تتلمذ على أحد من علماء المعتزلة، كما سنذكر ذلك في الشبهة الآتية.

  ثانياً: أن الزيدية والمعتزلة يختلفون في بعض الأصول كالإمامة والتفضيل، وإن اتفقوا في البعض الآخر، فلا يعني ذلك أن الزيدية أخذت ذلك عن المعتزلة، إذ كل الفرق الإسلامية بينها قواسم مشتركة، وأمور تختلف فيها، فلا يعني ذلك أن واحدة منها أصل للبواقي أو العكس.

  فبما أنهم يجعلون الزيدية أخذت أصولها عن المعتزلة بسبب الموافقة في بعض الأصول فكذلك المعتزلة توافق بعض الفرق في إمامة الشيخين وتفضيلهما على علي #، فهذا يعني أنهم أخذوا هذا القول عن المعتزلة، علماً أن المعتزلة أقدم من أكثر تلك الفرق.

  ثالثاً: بما أنهم يقولون إن الزيدية أخذت أصولها عن المعتزلة، لماذا لا نقول بالعكس وهو أن المعتزلة أخذت أصولها عن الزيدية ثم خالفت في بعض منها، ما هو المانع من ذلك؟ وما هو الأمر الذي أهَّل المعتزلة لأن تكون أصلاً للزيدية، مع أن نشأة الزيدية والمعتزلة في عصر واحد، إن لم نقل بتقدم الزيدية، لأن الإمام