الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الشبهة الأولى: حول توافق أصول الزيدية مع المعتزلة

صفحة 116 - الجزء 1

  زيد # ولد سنة (٧٥) هـ، واستشهد سنة (١٢٢) هـ، وواصل بن عطا رأس المعتزلة ولد سنة (٨٠) هـ، وتوفي سنة (١٣٢) هـ.

  رابعاً: أن كثيراً من عظماء المعتزلة ورجالها رجعوا إلى الزيدية ووافقوها في الأصول والمبادئ التي وقع فيها الإختلاف بين الزيدية والمعتزلة، كالصاحب بن عباد، والقاضي عبد الجبار، والحاكم الجشمي، بل بعضهم ينسب نفسه إلى الزيدية كأبي جعفر الإسكافي وجعفر بن حرب وجعفر بن مبشر وغيرهم.

  خامساً: أن أئمة الزيدية وعلمائها مصرحون بالرد والإنكار على المعتزلة في كثير من الأقوال، بل ألفت المؤلفات المستقلة في الرد والإنكار على المعتزلة من قبل رجال الزيدية، فكيف يكون الأخذ والإتفاق مع الرد والإنكار والإختلاف.

  سادساً: أن الزيدية في الأصول التي توافقت فيها مع المعتزلة يوافقها في تلك الأصول أو في بعضها غير المعتزلة، فهل سنجعل أولئك أخذوا أصولهم عن المعتزلة أم العكس أم كيف سنعمل؟!.

  سابعاً: أنهم يجعلون سبب قولهم في أخذ الزيدية عن المعتزلة هو القول بالأصول الخمسة، مع أن تلك المسائل التي تسمى الأصول الخمسة، تسمى أيضاً أصول الدين، وتسمى مسائل العقيدة، وتسمى بأسماء أخر، فالتسمية لا تقدم ولا تؤخر، وإنما هي مجرد اصطلاحات، وتفنن في العبارات.

  ثامناً: أنهم يجعلون الزيدية متبعة أو مقلدة للمعتزلة، مع أن الزيدية تمنع من التقليد في أصول الدين، فكيف تتبع وهي تمنع التقليد.