الشبهة السابعة: في قلة أتباع المذهب الزيدي نسبة إلى غيرهم
  فهذا هو العذر الكبير الذي سبب في خمود صوت المذهب الزيدي، وقلل من نسبة انتشاره، وجعلها محدودة بالنسبة لغيره من المذاهب، وهناك أسباب أخرى، ولكن هذا أكبرها، وهو كاف لكل منصف.
الشبهة السابعة: في قلة أتباع المذهب الزيدي نسبة إلى غيرهم
  قالوا: بأن أتباع الزيدية قليل، والسواد الأعظم وأكثر الأمة على غير مذهبهم.
  والجواب والله الموفق للصواب: أن الكثرة لا تكون علامة للحق ولا للباطل، والقلة كذلك، بل قد ورد في القرآن الكريم في آيات كثيرة من سور الذكر الحكيم، الذم للكثرة، والمدح للقلة، فليست الكثرة في أن تكون علامة للحق بأولى من القلة، إذ ما مدحه القرآن فهو حري بأن يتبع، وما ذمه فهو حري بأن يجتنب.
  كما قال تعالى في مدح القلة {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}[سبأ]، وقال تعالى {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}[ص: ٢٤]، وقال تعالى {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠}[هود]، وقال تعالى {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥}[النساء]، وغيرها من الآيات المادحة للقلة.
  وقال الله تعالى في ذم الكثرة {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}[يوسف]، وقال تعالى {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ١١٠}[آل عمران]، وقال تعالى {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ٨}[التوبة]، وقال تعالى {وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ٨٣}[النحل]، وقال تعالى {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}[المؤمنون]، وقال تعالى {وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ٢٢٣}[الشعراء]، وغيرها من الآيات.