الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خاتمة: في بيان أن الزيدية هم الفرقة الناجية

صفحة 126 - الجزء 1

  السبط #، ولا ترفع إلى غيرهم رأساً، ولا تقيم له وزناً، ولا تعتبر بقول أحد سواهم، وتقدس أولئك العدد المخصوص وتقدح في من سواهم من أهل البيت، بدون دليل معتبر، يخصص أولئك العدد دون غيرهم.

  تدعي لهم أشياء لم يقولوا بها، بل وهم بريؤن كل البراء عنها، من أنهم معصومون، ويعلمون الغيب، وتظهر على أيديهم المعجزات، وأنهم أفضل من الملائكة والأنبياء، وأنهم أئمة منصوص عليهم من قبل الله ورسوله، وأن كل قول يحكى عنهم يجوز لك أن ترويه عن رسول الله ÷، وغير ذلك من الإدعاءات.

  ولا أقصد بكلامي هذا القدح في أولئك الأئمة العظماء أو الإساءة إليهم، فلا يجوز ذلك، وحاشاهم عن تلك الأقوال، فهم أئمة علم وعبادة وتقوى وصلاح، وإن غالى فيهم من غالى فلا يقدح ذلك فيهم، فقد غالت النصارى في المسيح ولم يقدح غلوهم فيه، ولا يجوز الإساءة إليه، بسبب ما فعلوه به وقالوه فيه.

  وأيضاً فإن الإمامية تخالف في أمور كثيرة في العقيدة، فهم يقولون بالخروج من النار لأهل القبلة المحبين لأهل البيت، ويقولون بالرجعة وهي أن الله تعالى يعيد أهل البيت وأعدائهم في الدنيا قبل القيامة ثم ينتصف لأهل البيت في الدنيا، ثم يميتهم ثم يبعثهم يوم القيامة، ثم ينتصف لهم إنتصافاً آخر في القيامة.

  أما الزيدية فهي تأخذ عن أهل البيت $ على جهة العموم بدون تخصيص لأحد منهم، ولا قدح في أحد إلا من خرج عن الحق ودان بغيره.