الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المسلك الأول: في استمدادها

صفحة 18 - الجزء 1

  فانظر كيف أرشدنا الله تعالى في كتابه الكريم إلى كيفية الاستدلال بالعقل، فقال ø {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢]، فهنا يثير الله تعالى عقول البشر بما ركزه الله تعالى في عقولهم أنه لو تعددت الآلهة لاختلَّ بذلك نظام الكون، ولفسدت الرعية، وقال تعالى في ذلك أيضاً مثيراً دفائن العقول {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ٩١}⁣[المؤمنون]، فنجد أنَّ الله سبحانه وتعالى أثبت لنا وَحْدَانِيْتَهُ في الآيتين السابقتين بدليلٍ عقليٍّ ثابتٍ عند كلِّ عاقل، لنستدِلَّ به على إثبات وحدانية الله تعالى، وقال تعالى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ٣٥}⁣[الطور]، فهنا ينبهنا الله تعالى على أنَّه يستحيل أن يوجد شيء بدون خالق أو بدون فاعل له، وهذا دليل عقليٌّ أيضاً لا ينكره أيُّ عاقل.

  وغيرها من الأدلة، فإن الله سبحانه وتعالى جعل العقل حجة قاطعة معتمَدَةً في الاستدلال على إثبات وجوده ø ووحدانيته وتنْزيهه عما لا يليق به سبحانه.

  والعقل معناه في اللغة: المنع والحبس.

  وفي الإصطلاح: صفة اختص الله تعالى بها عباده المكلفين، جعلها مناط التكليف.

  والعقل عرض يحل في القلب، يعقل العبد عن القبائح، ويدله على طريق الخير والشر، والحق والباطل.

  وقد اختلف العلماء في أمور تتعلق بالعقل، هل هو جسم أو عرض؟ وإذا كان جسماً فما هو؟ وإذا كان عرضاً فأين يحل؟ هل في القلب أو في الدماغ؟ وهل