الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الأول: (التوحيد)

صفحة 26 - الجزء 1

  فاعلم أن المراد بالأعضاء، هي الأيدي والأرجل، والعيون، والأذان، والبطن والصدر والرأس وغير ذلك من الأعضاء التي ركبها الله تعالى فينا.

  وقد خلط المتسمون بأهل السنة بين هاذين المعنيين فجعلوهما شيئاً واحداً بدون تفريق بين صفة والعضو، فجعلوا العضو والصفة شيء واحد، والمعلوم خلاف ذلك، لأن العضو جزء من الذات، والصفة ليست جزءاً.

  إذا عرفت هذا فاعلم:

  أن مذهب أئمة أهل البيت $: أن الله تعالى لا يشبه الأشياء ولا تشبهه الأشياء، فلا يجوز أن نضيف إلى الله تعالى اليد ولا الرجل ولا العين ولا أي عضو من الأعضاء.

  وذهبت المشبهة (وهم المتسمون بأهل السنة): إلى أن لله تعالى وجهاً ويدين وعينين وغيرها.

  وقبل الخوض في ذلك نقول: اعلم أن هؤلاء المشبهة، يحاولون أن يهربوا من أن يسموا بالمشبهة، ويقولون: نحن نؤمن بأنَّ الله تعالى ليس كمثله شيء، لكن يثبتون له وجهاً فيه فم وعينان، وله أذنان، ويثبتون له يدين لكن كلتاهما يمينين، وذراعين وأصابعاً، و يثبتون له حقواً - أي خصراً - وقدمين، وساقاً يكشفه يوم القيامة يكون دليلاً على أنه الرب حين يقول أنا ربكم، فيسألونه عن علامته فيكشف لهم عن ساقه، وأنَّه شخص يَنْزِلُ ويَصْعَدُ، ويذهب ويجيء، ويمشي ويهرول، ويتوارى ويَختفي، وأنه يضع قدمه في النار يوم القيامة حتى تقول قط قط، وأنه يتمثل ويتحول ويتغير عن صورته، وأنَّه يتردد، ويضحك ويفرح ويتعجب، وأنَّه خَلقَ آدم على صورته، وأنَّه