الفصل الأول: (التوحيد)
  الدليل الأول: قول النبي ÷ «خمس لا يعذر بجهلهن أحد: معرفة الله سبحانه، وأنه لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء، ومن شبه الله بشيء، أو زعم أن الله يشبهه شيء، فهو من المشركين ... إلى آخر الحديث».
  فإذا بطل بالدليل العقلي والنقلي التشبيه، فقد يقول القائل: قد ورد في القرآن الكريم ما ظاهره التشبيه، كالآيات التي فيها ذكر اليد والعين والوجه وغيرها، فكيف يكون الأمر فيها؟.
  فنقول وبالله التوفيق: إن ما ورد في القرآن الكريم مما ظاهره التشبيه يجب علينا أن نتأوله تأويلاً يوافق العقل والنقل واللغة، ولا يعارض شيئاً من ذلك، إذ ما كان من قبيل ذلك فهو المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم في قول الله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران].
  فنتأول اليد بالقوة، والعين بالحفظ والحراسة أو العلم، والوجه بالذات، والجنب بجهة طاعة الله، وغيرها بما يوافق التنزيه والتقديس لله تعالى، وقد وضعت مؤلفات خاصة في هذا فعليك بها.
  أما ما أورده المشبهون والمخالفون ونسبوه إلى السنة النبوية، فالواجب علينا تجاه ذلك أمور:
  الأول: عرض ذلك الخبر على كتاب الله تعالى.