الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الأول: (التوحيد)

صفحة 37 - الجزء 1

  يقول بالرؤية، ومن نفاها فهو ينفي الرؤية، كما قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #: لأنهم - أي من يقول بالرؤية - يسلمون لنا أن الله إذا استحال كونه جسماً استحالت رؤيته، ونحن نسلم لهم أنه إذا ثبت كونه - تعالى عن ذلك - جسماً صحت رؤيته.

الدليل الثاني: دليل الموانع:

  وتحرير دليل الموانع أن يقال: لو كان الباري تعالى يُرى في حالٍ من الأحوال لرأيناه الآن لوجود شرائط الإدراك للمرئيات، وشرائط الإدراك ثلاثة وهي:

  سلامةُ الحواس.٢ - ارتفاع الموانع. ٣ - وجود الْمُدْرَك.

  وذلك لأنَّ من المعلوم قطعاً: أن حواسنا سليمة لأننا ندرك بها المدركات، فلو كانت سقيمةً لَمْ نُدرِك بها الأشياء.

  والحواس هي خمسٌ: حاسة السمع والبصر والشم والذوق واللمس.

  والموانع مرتفعة، وهي ثمانية: البعد والقرب المفرطان، والرقة واللطافة، والحجاب الكثيف، وكون المرئي في خلاف جهة الرائي، وكون محله في بعض هذه الأوصاف، وعدم الضياء المناسب للعين.

  فمثال البعد المفرط: الإنسانُ الذي يكون على بُعْدٍ مِنَّا نحو بَرِيدٍ أو شبهه.

  والقرب المفرط: كالميل في العين ونحو ذلك.

  والرقة: كأجسام الملائكة والجن.

  واللطافة: كالهواء النقي.