الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثاني: العدل

صفحة 51 - الجزء 1

  وخالفنا في ذلك المجبرة، فقالوا: إن الله لا يقبح منه قبيح، فهو يفعل الظلم والكذب والعبث، ولكن ذلك منه حسن، فلا يوصف بأنه قبيح.

  والجواب عليهم: أن نقول لهم:

  الله تعالى عالم بكل شيء، فلا يخرج عن علمه شيء، ومن جملة ما و عالم به تعالى هو القبيح.

  والله تعالى أيضاً غني عن كل شيء، فلا يحتاج إلى شيء، ومن جملة ما هو غني عنه فعل القبيح.

  والمعلوم أن القبيح الذي هو الظلم والكذب والعبث وغيرها، لا يفعله إلا من كان جاهلاً أو محتاجاً، والله تعالى بخلاف ذلك، فما هو الملجئ له إلى فعل القبيح أيها المجبرة؟.

  وأيضاً: المرتكز في الأذهان والعقول أن الظلم لا يفعله إلا ظالم، والله تعالى، لا يجوز أن يوصف بأنه ظالم.

  وأيضاً: الظلم مستكره ومستقبح عند جميع العقلاء من الموحدين والملحدين، فكيف يضاف إلى الله تعالى الظلم ونحوه.

  المسألة الثانية: في أفعال العباد

  مذهب الزيدية على العموم: أن أفعال العباد الحسن منها والقبيح، والطاعة والمعصية، والخير والشر، هي منهم، وليست من الله تعالى.