الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثالث: في الوعد والوعيد

صفحة 62 - الجزء 1

  فعند الزيدية عموماً: أن الشفاعة تكون لجلب النفع ودفع الضرر معاً، فتكون شفاعة النبي ÷ للمؤمنين ليزيدهم الله بها نعيماً إلى نعيمهم، وسروراً إلى سرورهم.

  وتكون أيضاً للتائبين، الذين لم يموتوا حتى تابوا وأنابوا إلى الله تعالى.

  وتكون أيضاً لمن استوت حسناته وسيئاته عند من يقول بالموازنة.

  ولا تكون الشفاعة إلا لمن يستحق الجنة، ولا تكون لمن يستحق النار عندنا.

  وعند المرجئة: أن الشفاعة لا تكون إلا لدفع الضرر فقط، فتكون للعصاة المذنبين المصرين على ذنوبهم من هذه الأمة، الذين قد استحقوا النار، فمنهم من يدخل بالشفاعة الجنة قبل دخول النار، ومنهم من يخرج بالشفاعة من النار، كما يأتي في المسألة الثالثة إن شاء الله تعالى.

  والجواب عليهم، وبالله التوفيق: من العقل، ومن الكتاب، ومن السنة.

  أما من العقل: فإن العقل يقضي بقبح التسوية بين المؤمن الذي قطع عمره ودهره في سبيل الله تعالى وطاعته، وبين العاصي المتعدي لحدود الله تعالى الذي قطع دهره وعمره في معصية الله تعالى، العقل يقبح الجمع بينهما في التعظيم والمدح والثناء، فكيف بالجمع بينهما في الجنة التي أعدت للمتقين.

  وأما من الكتاب: فآيات كثيرة، ونصوص صريحة، منها قوله تعالى {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}⁣[البقرة]، وقوله تعالى {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر]، قوله تعالى {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا