الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المسلك الثاني: في بيان عقائد الزيدية

صفحة 72 - الجزء 1

  فهذه الأخبار التي رواها الموالف والمخالف تدل دلالة واضحة، وتقطع بخلود الفساق في النار وأنهم لا يخرجون منها، فالحمد لله الذي جعلنا من أتباع الحق، ودعاة الصدق.

  ولو قلنا بالخروج من النار للزم من ذلك لوازم خطيرة:

  منها: الإغراء بالمعاصي والقبائح، لأن ذلك يكون داعياً للعصاة والمذنبين إلى أن يرتكبوا المعاصي والقبائح، بدون خوف ولا خشية من الله تعالى.

  ومنها: التسوية بين المؤمن الذي قد قطع دهره في عبادة ربه، والعاصي الذي قطع دهره في معصية ربه، والجمع بينهما في جنات النعيم، دار الإكرام والتعظيم.

  ومنها: إبطال فائدة التهديد والتخويف بالنار لمن عصى الله تعالى.

  ومنها: إبطال فائدة الوعظ والتذكير.

  ومنها: إبطال فائدة التوبة، لأن التعذيب مدة معينة، ثم الخروج من النار إلى النعيم الدائم، يكون بمنزلة الإبتلاء والإمتحان بالأمراض ونحوها في الدنيا، وعند دخول الجنة سرعان ما تنسى تلك الإمتحانات، وهذه الإلزامات لا محيص لهم عنها أو عن بعضها.

  فهذا مذهب الزيدية في هذا الأصل.