الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الرابع: في النبوءات

صفحة 76 - الجزء 1

  أولاً: أن الكلام هو عبارة عن الحروف والأصوات المتقطعة المتميزة المسموعة، والفاعل لهذه الأصوات والحروف يقال له متكلم، والمعلوم أن القرآن مؤلف ومركب من حروف وأصوات، فيجب أن نسميه كلاماً، وفاعله الذي خلق تلك الأصوات والحروف متكلم هو الله تعالى، ولكن كلام الله تعالى فعل من أفعال الله تعالى، لأن الحروف والأصوات غيره تعالى، لأنها أعراض وهو ليس بجسم ولا عرض، فكلام الله تعالى فعل كسائر أفعاله تعالى.

  ثانياً: أن القرآن ناطق ومصرح بذلك في آياته الكريمة، كما في قوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ٦}⁣[التوبة]، وقال تعالى {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}⁣[الأحقاف: ٢٩]، وقال تعالى {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ}⁣[الأحقاف: ٧]، وقال تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ٧٨}⁣[الواقعة]، وقال تعالى {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ١٠٩}⁣[الكهف]، وقال تعالى {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}⁣[الأحقاف: ٣٠]، وقال تعالى {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ}⁣[الجن: ١٣]، فهذه الآيات وغيرها من الآيات الكريمة تصرح بأنه كلام الله، وأنه من كلماته، وأنه يتلى، وأنه هذا المسموع، إلى غير ذلك.

  ٢ - ونعتقد أن القرآن الكريم محدث مخلوق، والدليل على صحة قولنا فيه ما يلي: