الفصل السادس: في الإمامة
  ولهذا إذا ضعف السلطان أو تشاغل عن النظر في أمور العامة كثر في الناس الظلم والفساد، وخافت الطرق، وتغلب القوي على الضعيف، فكيف إذا لم يكن سلطان رأساً؟
  والمعلوم أن في وجود السلطان واستقامته وقوة شوكته دفع هذا الضرر في الغالب.
  ويوضحه أنه لا تكاد توجد قبيلة في كل زمان إلا ولهم رئيس يمنع القوي من الضعيف، وينتصف للمظلوم من الظالم، ويدفع بعضهم عن ضرر بعض، هذا عند من يقول بالوجوب العقلي.
  والدليل على وجوبها من الشرع من الكتاب والسنة والإجماع:
  أما من الكتاب: فقوله تعالى {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، وأولي الأمر هم الأئمة.
  وأما من السنة:
  فقوله ÷ «من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
  وقوله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم».
  وأما من الإجماع فما يلي: