الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل السادس: في الإمامة

صفحة 90 - الجزء 1

  وأما السنة: فأخبار كثيرة، وأحاديث متواترة شهيرة، منها خبر الغدير المعلوم المشهور بين الأمة، وهو قول النبي ÷ «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، وهذا الخبر بلغ حد التواتر وزاد، ورواه أهل السير والتواريخ والحديث وغيرهم من الأمة، ورواه الجم الغفير من الصحابة والتابعين، فظهوره كظهور الشمس، واشتهاره كاشتهار الصلوات الخمس.

  والتطويل حول الكلام في هذا الحديث وطرقه ومخرجيه ودلالته، يخرجنا عن المقصود، ومن أراد ذلك رجع إلى المطولات.

  ومنها: خبر المنزلة، الذي رواه الموالف والمخالف أيضاً، وبلغ حد التواتر بلا خلاف، وهو قول النبي ÷ «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».

  فأثبت لعلي # جميع المنازل التي هي لهارون من موسى، واستثنى النبوة، ومنازل هارون هي:

  ١ - الخلافة، قال الله تعالى {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}⁣[الأعراف: ١٤٢]، فيثبت لعلي الخلافة مثل هارون.

  ٢ - الأخوة قال تعالى {هَارُونَ أَخِي ٣٠}⁣[طه]، فيثبت لعلي أخوة النبي ÷.

  ٣ - النبوة، ولكنها مستثناة في حق علي # بالخبر.

  وأما الإجماع: فهو أجماعان: