[التناقض]
  «كلُّ جسمٍ مؤلفٌ، وكلُّ مؤلفٍ محدَثٍ»، فهاتان مقدمتان، والتي تلزم عنهما تسمى نتيجة، وهي: «كلُّ جسمٍ محدَثٍ».
[التناقض]
  (والتناقض) فَسَّرَ التناقض والعكس هنا لأنهما من أحكام القضايا اللازمة لها، وقد ذكر القضية.
  أما التناقض فحقيقته: (هو اختلاف الجملتين) والقضيتين - خرج اختلاف المفردين، والمفرد(١) والقضية - (بالنفي والإثبات(٢))، هذا تحقيق لمفهوم التناقض؛ لأنه إنما يطلق على هذا الاختلاف(٣)، يعني: أن تكون إحداهما مثبتة، والأخرى منفية؛ لأن نقيض الشيء رفعه، ورفع الإثبات نفي. (بحيث يستلزم(٤)) لذاته (صدقُ كلِّ واحدةٍ) من القضيتين (كذبَ الأخرى).
  قوله: «بحيث يستلزم ..» الخ احتراز عن مثل قولنا: «زيد ساكن، زيد ليس بمتحرك» مما لا يحصل بسبب(٥) الاختلاف من صدق إحداهما كذب الأخرى(٦). وقولنا في الشرح: «لذاته» احتراز عن اختلاف القضيتين المقتضي لصدق إحداهما وكذب الأخرى لكن لا بالنظر إلى ذاته(٧)، بل لأجل واسطة، كقولنا: «زيد إنسان، زيد ليس بناطق» فإنه إنما يقتضي صدقُ إحداهما كذبَ(٨)
(١) مثال اختلاف المفردين: السماء، والأرض. مثال اختلاف المفرد والقضية: «الأرض» و «السماء فوقنا»، فلا يسمى تناقضًا اصطلاحيًّا.
(٢) خرج به الاختلاف بالاتصال والانفصال، وبِالكلية والجزئية، وبالعدول والتحصيل، وبغير ذلك. مطلع.
(٣) ولو ترك قوله: «بالنفي والإثبات» لم يضر؛ إذ الاختلاف الذي يستلزم لذاته ... الخ إنما يكون بالإيجاب والسلب، لا بغيرهما من العدول والتحصيل ونحو ذلك. ذكر معناه في شرح غاية السؤل.
(٤) أي: الاختلاف.
(٥) في نسخة: «مما ليس صدق إحداهما وكذب الأخرى سبب الاختلاف».
(٦) فإنه لا يوجب تحقق التناقض؛ لصدق كل من القضيتين. ح تهذيب.
(٧) والذي بالنظر إلى ذاته نحو: «زيد إنسان، زيد ليس بإنسان».
(٨) في المخطوطة: «وكذب».