الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[التناقض]

صفحة 125 - الجزء 1

  «كلُّ جسمٍ مؤلفٌ، وكلُّ مؤلفٍ محدَثٍ»، فهاتان مقدمتان، والتي تلزم عنهما تسمى نتيجة، وهي: «كلُّ جسمٍ محدَثٍ».

[التناقض]

  (والتناقض) فَسَّرَ التناقض والعكس هنا لأنهما من أحكام القضايا اللازمة لها، وقد ذكر القضية.

  أما التناقض فحقيقته: (هو اختلاف الجملتين) والقضيتين - خرج اختلاف المفردين، والمفرد⁣(⁣١) والقضية - (بالنفي والإثبات(⁣٢))، هذا تحقيق لمفهوم التناقض؛ لأنه إنما يطلق على هذا الاختلاف⁣(⁣٣)، يعني: أن تكون إحداهما مثبتة، والأخرى منفية؛ لأن نقيض الشيء رفعه، ورفع الإثبات نفي. (بحيث يستلزم(⁣٤)) لذاته (صدقُ كلِّ واحدةٍ) من القضيتين (كذبَ الأخرى).

  قوله: «بحيث يستلزم ..» الخ احتراز عن مثل قولنا: «زيد ساكن، زيد ليس بمتحرك» مما لا يحصل بسبب⁣(⁣٥) الاختلاف من صدق إحداهما كذب الأخرى⁣(⁣٦). وقولنا في الشرح: «لذاته» احتراز عن اختلاف القضيتين المقتضي لصدق إحداهما وكذب الأخرى لكن لا بالنظر إلى ذاته⁣(⁣٧)، بل لأجل واسطة، كقولنا: «زيد إنسان، زيد ليس بناطق» فإنه إنما يقتضي صدقُ إحداهما كذبَ⁣(⁣٨)


(١) مثال اختلاف المفردين: السماء، والأرض. مثال اختلاف المفرد والقضية: «الأرض» و «السماء فوقنا»، فلا يسمى تناقضًا اصطلاحيًّا.

(٢) خرج به الاختلاف بالاتصال والانفصال، وبِالكلية والجزئية، وبالعدول والتحصيل، وبغير ذلك. مطلع.

(٣) ولو ترك قوله: «بالنفي والإثبات» لم يضر؛ إذ الاختلاف الذي يستلزم لذاته ... الخ إنما يكون بالإيجاب والسلب، لا بغيرهما من العدول والتحصيل ونحو ذلك. ذكر معناه في شرح غاية السؤل.

(٤) أي: الاختلاف.

(٥) في نسخة: «مما ليس صدق إحداهما وكذب الأخرى سبب الاختلاف».

(٦) فإنه لا يوجب تحقق التناقض؛ لصدق كل من القضيتين. ح تهذيب.

(٧) والذي بالنظر إلى ذاته نحو: «زيد إنسان، زيد ليس بإنسان».

(٨) في المخطوطة: «وكذب».