الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

فائدة

صفحة 140 - الجزء 1

  مشتق من العتيرة، وهي الكَرمة التي يخرج منها العنقود في العنب، فإذا كانت العتيرة متولدة من الشجرة - لأنها زيادة تخرج في عرض⁣(⁣١) الغصن، فيخرج العنقود من تلك الزيادة⁣(⁣٢) - علمنا أنهم إنما استعاروها لما يشبهه في ذلك⁣(⁣٣)، وهي الذرية؛ إذ هي المشبهة فيه دون غيرها، فيكون الرجل كالشجرة، والذرية كالثمرة المتولدة من أصلها، فتبين بهذا أن العترة هم ذريته ÷؛ إذ لا يوجد وجه التشبيه إلا فيهم دون غيرهم من الأقارب.

  قيل: وقد أجمع أهل اللغة على ذلك، فيكون إجماعهم حجة في هذا، والله أعلم.

  (وقال أصحابنا) الذين هم الزيدية كافة، والشيخان: أبو علي⁣(⁣٤) وأبو عبد الله البصري، وقاضي القضاة⁣(⁣٥)، وهو المختار عند أئمة أهل البيت $: بل هو حجة قطعية⁣(⁣٦) كإجماع الأمة⁣(⁣٧)؛ لما ثبت بالأدلة القطعية أن (جماعتهم معصومة بدليل) قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ (لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ) أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ


= لفظها مشتق من العتيرة ... إلى آخر الكلام في هذا الكتاب. ح معيار للسيد داود.

(١) بالضم: سفح الجبل، أو الجانب، أو الناحية، ومن النهر أوسطه. وبالتحريك: ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه، وما كان من مال، قلَّ أو كثر، وحطام الدنيا، والغنيمة، والطمع، واسم لما لا دوام له. قاموس.

(٢) الحادثة، وكذلك في النخل، وفي أكثر الشجر المثمرة. ح السيد داود.

(٣) عبارة السيد داود في شرحه على المعيار: علمنا أنهم إنما استعاروها لما يشبه ذلك.

(٤) قوله: «وأبو علي»، لم يثبت في نسخٍ، فيكون المرادُ بالشيخين على هذا أبا علي وأبا هاشم، وقد روي ذلك عن الشيخين معًا في الفصول وشرح الغاية، ولم يذكر في المعيار أبا هاشم، قال السيد داود بن الهادي في شرحه: والقول بحجية إجماع أهل البيت رواية عن أبي هاشم.

(٥) في روايةٍ. فصول.

(٦) مع تكامل شروط القطعي الآتي ذكرها فيه: من كونه قوليًّا منقولا بالتواتر.

(*) فائدة: إذا علم إجماع العترة كان حجة قطعية في العلميات، كالنص المعلوم، فتحرم مخالفته، وكذا في العمليات على المختار؛ فأما ظَنِّيُّهُ وظَنِّيُّ إجماعِ الأمةِ فكالآحادي، فلا يقدم عليهما إلا لمرجح كصحة سنده. ويعتبر نساؤهم إذا كن مجتهدات مؤمنات، ولهذا اعتبرنا بفاطمة &، فإن لم يبقَ منهم إلا مجتهد فحجة في الأصح. ح. حا.

(٧) ولا فرق بين الإجماعين إلا في مسألة واحدة؛ وهي الخلاف في فسق مخالف إجماعهم. حاشية فصول.