الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

فائدة

صفحة 143 - الجزء 1

  الكتاب⁣(⁣١)، والكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكذلك أهل البيت $، وإلا لكان ÷ قد سوَّى بين الحق والباطل، وهذا محال، والمعلوم أنه قد خرج عن الحق بعض آحادهم، فتعين أن المقصود جماعتهم، فيكون إجماعهم حجة كما أن الكتاب حجة⁣(⁣٢)، وذلك واضح.

  قوله: «الثقلين» مفعول به لـ «تارك». وقوله: «كتاب الله، وعترتي» عطف بيان، نزَّل العترة والكتاب منزلة الثقلين؛ لعظمهما، وعبَّر عنهما بهما. فتأمل ذلك موفقًا إن شاء الله تعالى.

  قوله: (ونحوهما)، أي: نحو الخبرين من الأدلة الدالة على ذلك، مثل قوله ÷: «فأين يُتاهُ⁣(⁣٣) بكم عن علمٍ⁣(⁣٤) تُنُوسِخَ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيئكم». وقوله ÷: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن


(١) لأن الكتاب - أي: القرآن - فيه المحكم والمتشابه، والمجمل والمبين، والمطلق والمقيد، والعموم والخصوص، فهو محتاج إلى إعماله، ولا يعمله على الوجه المخصوص ويبين معانيه إلا أهل البيت $، ألا ترى إلى قوله: «لن يفترقا»، فجعلهم قرناء الكتاب.

(٢) وليس لأحد أن يقول: بأن الحجة هي مجموع الكتاب والعترة؛ لإجماع الأمة على أن الكتاب حجة مستقلة، فلو لم تكن العترة حجة كالكتاب لكان ذكرها معه عبثًا وتغريرًا، واللازم ظاهر البطلان. شرح غاية.

(٣) وفي تيسير المطالب في أمالي أبي طالب في الباب الرابع عشر منه: أن هذا من كلام أمير المؤنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -، وقد ذكره - أيضًا - في أصول الأحكام عن علي #، وذكر في مجلاة العروس شرح مقدمة الأثمار لعبد الله ابن الإمام شرف الدين | أن في الحديث نظرًا، وأنه ليس بحديث نبوي، وكذا في شرح غاية السؤل. ولفظ شرح غاية السؤل: رواه الإمام المهدي # في الغيث مرفوعًا، ووقفه على عليٍّ # أشهر. قوله: «ولفظ غاية السؤل ..» الخ وكذلك ذكره السيد حميدان | في مجموعه، عن المنصور بالله عن أمير المؤمنين #، أنه قال: (يا أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي انزله الله على الأنبئاء من قبلكم في عترة نبيئكم، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟ هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة من دخله غفر له، خذوها عني عن خاتم المرسلين، حجة من ذي حجة، قالها في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ...» إلى آخر الحديث، واللفظ كما في الكتاب.

(٤) وهو علم التوحيد.