[الدليل الرابع: القياس]
  تخطئة أحد إلا عن دليل قاطع يدل على حجية الإجماع وإن لم نعلمه - استلزم(١) ذلك دليلًا قاطعًا وإن لم نعلمه؛ إذ تقدم أنه لا يجوز الإجماع جزافا، والله أعلم.
[الدليل الرابع: القياس]
  (فَصْلٌ: وَالدَّلِيلُ الرَّابِعُ) من الأدلة الشرعية: (القِيَاسُ).
  وهو في اللغة: التقدير فقط، يقال: «قاس الثوب، هل يكمل قميصا قياسا»، أي: قدَّرَهُ تقديرًا. والمساواة فقط، يقال: «هذا الشيء قياس هذا»، أي: مساوٍ له. وقد يقال: لهما جميعًا(٢)، يقال: «قست النعل بالنعل»، أي: قدرته فساواه.
  وفي الاصطلاح: (حَملُ مَعْلُومٍ(٣) عَلَى مَعْلُومٍ(٤) بِإِجْراءِ(٥) حُكْمِهِ(٦) عَليهِ بِجَامعٍ(٧)).
  قوله: «معلوم على معلوم» يتناول جميع ما يجري فيه القياس. وقوله: «بإجراء
(١) جواب «لَمَّا».
(٢) ينظر في هذا الإطلاق؛ فإن المشترك لا يطلق ويراد به معانيه جميعًا في حالة واحدة؛ إذ ذلك يستلزم الإلغاز على المخاطب. محمد بن محمد الكبسي. وما ذكره الشارح من المثال إنما فهمت المساواة على جهة اللزوم لا أنه دال عليه مطابقة؛ إذ يلزم من التقدير المساواة فتأمل. قوله: «لا يطلق ..» الخ إنما هو على قول البعض.
(٣) مشارٌ به إلى الفرع. شرح غاية.
(٤) مشارٌ به إلى الأصل. شرح غاية.
(*) من العلم بمعنى التصور. والمراد به هنا: مطلق الإدراك وإن كان ظنًّا.
(*) والمراد بالمعلوم هنا متعلق العلم المصطلح، والاعتقاد، والظن، فإن الفقهاء كثيرًا ما يطلقون لفظ العلم على هذه الأمور. شرح غاية. قال شارح الغاية ما لفظه: وعبر به - أي: بالمعلوم - لكون القياس يجري في الموجود والمعدوم، ورجح على التعبير بالفرع والأصل؛ لما في التعبير بهما من إيهام الدور، وإن كان قد دفعه بعضهم بأن المراد بهما ذات الفرع والأصل، أعني محل الحكم المطلوب ومحل الحكم المعلوم، والموقوف على القياس إنما هو وصفا الفرعية والأصلية.
(*) والتعبير بالمعلوم أولى من التعبير بالشيء؛ إذ لو قيل: حمل الشيء لاختص بالموجود؛ لأن المعدوم ليس بشيء عندنا. أصفهاني على مختصر المنتهى.
(٥) والمراد من إلحاق الأصل بالفرع في حكم الأصل: أن يثبت له مثل حكمه، لا عين حكمه؛ لأن المعنى الشخصي لا يقوم بمحلين، والأوصاف لا يتصور انتقالها من محل إلى محل. شرح غاية.
(٦) والمراد حكم الذهن بكون أمرٍ كأمر، سواء كان ذلك الحكم قطعًا أو ظنًّا. شرح غاية.
(٧) وقد علم من هذا الحد أركان القياس التي هي: الأصل، والفرع، وحكم الأصل، والوصف الجامع؛ لتضمنه إياها. شرح غاية.