[طرق العلة]
  والثاني نحو («لأجل(١) كذا» و «لأنه) كذا»، (أو «فإنه) كذا»، (أو «بأنه) كذا»، ونحو ذلك مما أُتي فيه بالحروف المفيدة للعلية، نحو: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًافَاطَّهَرُوا}[المائدة ٦]، «إنها ليست بِسَبُع»، {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ}[المائدة ٣٢]،. {خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[الحشر ٢١]، «إن امرأة دخلت النار في هرة(٢)».
  وهذا الذي أتي فيه بأحد حروف العلة دون الأول الذي صُرِّح فيه بالعلة؛ لأن هذه الحروف قد تأتي لغير التعليل، فليست نصًّا في المقصود:
  فـ «اللام» قد تكون للعاقبة، نحو:
  له ملك ينادي كل يومٍ ... لِدُوا للموت، وابنوا للخراب
  و «الباء» للمصاحبة(٣)، والتعدية(٤)، ونحوهما(٥).
  و «إِنْ» للشرطية، أي: للزوم من غير تقييد(٦).
  و «مِن» للتبعيض، والتعدية.
  و «في» للظرفية، وغير ذلك، والله أعلم.
  (و) القسم الثاني من النص: (غير الصريح) وهو (ما فُهِم منه التعليل لا
(١) جعله في الغاية من الأول، وكذا في المنتهى.
(*) أما «لأجل كذا» أو «من أجل كذا» فلا يحتمل غير العلية، فيكون من القسم الأول، كما صرح به صاحب الفصول، وكذا قال في القسطاس: الأولى تقديمه - أعني «لأجل كذا» - لأنه من المرتبة الأولى.
(*) واعلم أنه لا تنافي في مسلك النص بين مراتب الصريح ومراتب الإيماء، فقد يجتمعان، كما في قوله ÷ وقد سئل عن بيع الرطب بالتمر: «أينقص الرطب إذا يبس؟» قالوا: نعم، قال: «فلا إذًا». رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة والحاكم، فلو لم يكن نقصان الرطب باليبس لأجل التعليل لانتفتِ الفائدة من ذكره؛ إذ الجواب يتم من دونه، فقد اجتمع في هذا المثال الإيماء للاقتران، والنص لِـ «إذًا»، والظاهر لِـ «الفاء»؛ إذ لو لم يبق إلا واحد منها لأفاد التعليل. شرح غاية.
(٢) تمام الحديث: «لا هي أطلقتها فتأكل من هوام الأرض، ولا هي حبستها فأطعمتها».
(٣) نحو [قوله تعالى]: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}[الحجر ٤٦].
(٤) نحو [قوله تعالى]: {ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ}[البقرة ١٧].
(٥) كالزيادة. قسطاس. نحو قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا}[النساء ٧٩].
(٦) أي: من غير سببية، نحو: «زيد - وإن كان يعطي المال - بخيل».