الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[خاتمة]

صفحة 259 - الجزء 1

  على استدعاء الملك دلالة اقتضاء⁣(⁣١).

  (وإن) قصد المتكلم ذلك اللازم⁣(⁣٢)، ولكن (لم يتوقف) صدق ذلك النطق، ولا الصحة العقلية، ولا الشرعية على ذلك المعنى الذي يلزم من اللفظ، (و) لكن قد (اقترن) ذلك اللفظ⁣(⁣٣) (بحكم لو لم يكن) ذلك اللفظ⁣(⁣٤) (لتعليله(⁣٥))؛ أي: لتعليل الحكم الذي اقترن به (لكان) اقتران اللفظ⁣(⁣٦) به (بعيدا(⁣٧))؛ لعدم الملائمة بينه وبين ما اقترن به: (فتنبيه نص، وإيماء) أي: فهو المسمى: تنبيه النص، وإيماء النص؛ فيقال: نَبَّهَ النصُّ على هذا، وأومأ إليه، لا أنه نص صريح فيه وذلك (نحو) قوله ÷: («عليك الكفارة(⁣٨) »، جوابا لمن قال: جامعت أهلي في نهار رمضان)، فإن الأمر بالتكفير قد اقترن بوصف⁣(⁣٩)، وهو المجامعة في رمضان، الذي لو لم يكن لتعليله - أي: لبيان أن العلة في الإعتاق هو الوقاع في الصوم لكان بعيدًا.


(١) لا تصريح؛ لتوقف صحة العتق المطلوب على تقدم المِلْك ولو تقدُّمًا ذهنيًّا، فهذ أقسام دلالة الاقتضاء، وعرفت من ذلك أن لها شرطين؛ وهو أن يقصد المتكلم إفادة ذلك المعنى، وأن يتوقف الصدق على قصده، أو تتوقف الصحة الشرعية أو الصحة العقلية على قصده، فيوصف اللفظ - حينئذٍ - بأنه يقتضي ذلك المعنى.

(٢) وثانيهما: أن يقترن - أي: الملفوظ الذي هو مقصود المتكلم - بحكم، أي: وصف، لو لم يكن ذلك الحكم - أي: الوصف - لتعليل ذلك المقصود لكان اقترانه به بعيدًا؛ مثل قصة الأعرابي، فإنه اقترن الأمر بالإعتاق بالوقاع الذي لو لم يكن هو علة لوجوب الإعتاق، لكان بعيداً، وقد يتوهم من ظاهر العبادة أن المراد بالحكم هو الاعتاق وبالمعتق الوقاع، والمقصود أن المقترن علة للحكم، وفساده ظاهر على المتأمل. سعد.

(٣) أي: الملفوظ الذي هو مقصود المتكلم. ح حا.

(٤) عبارة شرح الغاية: لو لم يكن ذلك الوصف.

(٥) أي: كونه علة للحكم. حا.

(٦) لإفادة معناه الصريح. منهاج.

(٧) فيفهم منه التعليل ويدل عليه وإن لم يصرح به. عضد بلفظه.

(٨) الذي تقدم له في القياس: «أعتق» فينظر، ولعله رواه بالمعنى.

(٩) في شرح الغاية: وهذا مثال كون الوصف بعينه للتعليل، فيستفاد منه كون الوقاع علة للإعتاق؛ لأن إيراد الأمر به في معرض الجواب يجعله في معنى «واقَعْتَ فكَفِّر» - وإن كان دونه في الظهور؛ لتقدير الفاء - وإلا لزم إخلاء السؤال عن الجواب، وتأخير البيان عن وقت الحاجة، ولذلك كان احتمال أن يكون ابتداء كلام أو زجرًا للسائل عن سؤاله - كقول السيد لعبده وقد سأله عن شيء: «اشتغل بشأنك» - بعيدًا جدًّا.