الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[المفهوم]

صفحة 278 - الجزء 1

  واعلم أنه يخرج المجاز عن الأقسام الأربعة بقيد الغلبة؛ لأن اللفظ إذا أطلق بعد أن غلب في شيء فُهم منه ذلك الشيء بغير قرينة، والمجاز ليس كذلك.

  (و) الحقيقة خمسة أقسام: متباينة، ومنفردة، ومترادفة، ومشككة، ومتواطئة.

  وذلك لأنها إما أن تتعدد لفظا ومعنى أوْ لا؟

  (إن تعددت لفظا ومعنى: فمتباينة(⁣١)) كالإنسان⁣(⁣٢) والفرس فإنهما متعددان لفظا - وهو ظاهر - ومعنى؛ لأن الإنسان: هو الحيوان الناطق، والفرس، هو الحيوان الصاهل.

  (و) إن لم تتعدد كذلك: فإما أن تتحد لفظا ومعنى أوْ لا؟

  (إن اتحدت(⁣٣) لفظا ومعنى: فمنفردة(⁣٤)) أي: فهي الحقيقة المنفردة، وذلك كزيد في مفهومه، فإنه متحد لفظا ومعنى، وهو ظاهر.

  (وإن) لم تتحد كذلك، بل (تعددت لفظا واتحدت معنى: فمترادفة) وذلك كـ «الإنسان» و «الناطق»، فإن لفظهما متعدد، ومعناهما واحد. ولو قال: «متساوية» لكان أَولى⁣(⁣٥).


(١) أي: في المفهوم، سواء اتحدا في الذات كالسيف والصارم، أو اختلفا فيها كالإنسان والفرس. ومن لوازم الاتحاد في المفهوم الاتحاد في الذات دون العكس. سماع.

(٢) تفاصلت كإنسان وفرس، أو تواصلت كسيف وصارم.

(٣) قوله: (إن اتحدت لفظاً ومعنى) بأن وجد المقصود في مفهوم واحد لا تعدد فيه البتة، (فمنفرد) أي: فهو يسمى منفرداً، فيدخل فيه الجزئين الحقيقي كزيد، والإضافي كإنسان بالنظر إلى الجنس، فإن مفهومه واحد من هذه الحيثية، فالمتواطئ والمشكك على هذا التقرير ليسا داخلين تحت هذا القسم، وقد جعلا قسماً مستقلاً باعتبار التعدد في مفهومهما، وله وجه، وإن كان ذلك خلاف المتعارف في الاصطلاح، فإنهما من قسم المتحد لفظاً ومعنى. فواصل.

(٤) والفرق بين التساوي والترادف أن التساوي: هو تغاير المفهومين مع الاتحاد في الأفراد، فأفراد ناطق هو أفراد إنسان وبالعكس، مع أن مفهوم الناطقية غير مفهوم الإنسانية، والترادف: هو اتحاد المفهومين مع تعدد اللفظ، فهو من صفات الألفاظ، والتساوي من صفات المفاهيم، ذكر معناه في بعض كتب المنطق، والله أعلم.

(٥) كفرس ونحوه، فإن منع تصور معناه الشركة فيه فجزئي حقيقي كزيد، أو إضافي كالنوع باعتبار الجنس لا باعتبار أفراده فهو متواطئ كرجل وإنسان، و إلا كلي متواطئ إن استوى كحيوان، =