[المخصص قسمان: متصل ومنفصل]
  العلماء، فإن التقييد بالعلماء مخرِج لغيرهم(١). ويشترط فيها أيضا وجوب الاتصال، وإذا كانت بعد الجمل عادت إلى جميعها(٢)، إلا لقرينة.
  (و) القسم الرابع من المخصِّصات المتصلة: (الغاية)، وغاية الشيء: طرفه ومنتهاه، ولها الفظان: أحدهما: «إلى»، مثل: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}[البقرة ١٨٧].
  والثاني: «حتى»، نحو: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ}[البقرة ٢٢٢]. وما بعد الغاية مخالف لما قبلها في الحكم؛ لأن ما بعدها محكوم عليه بنقيض ما قبلها؛ لأنهما لو اتحدا في الحكم لم يكن الحكم منتهيا ولا منقطعا، فلا تكون الغاية غاية، والله أعلم.
  وأما إدخال جزء من الليل في الصوم، ووجوب غسل المرفق مع الساعد - فللاحتياط. فهي مخرِجة(٣) لما بعدها من الحكم، ومخصصة له. وهي كالذي تقدم في وجوب الاتصال، والعود إلى الجُمَل المتقدمة.
  (و) القسم الخامس من المخصِّصات المتصلة: (بدل البعض)، كقولك: أكرم الناس قريشا، فإن ذكر قريش يقتضي تخصيص الناس بهم.
  واعلم أن المشهور من المخصِّصات المتصلة هي الأربعة الأُوَل، وأما هذا فزاده المصنف تبعًا لابن الحاجب. فهذه أقسام المخصَّص المتصل، وأنت تعلم
(١) ومثل: «في الغنم السائمة» زكاة فإن التقييد بالسائمة يقتضي تخصيصها بوجوب الزكاة فيها، ولولا التقييد لعم الوجوب السائمة والمعلوفة؛ فكانت الصفة مخرجة لبعض ما كان داخلاً تحت العام. ح غ.
(٢) فتعود الصفة إلى كل المتعدد على الأصح، ولو تقدمت، نحو: «وقفت على أولادي وأولادهم المحتاجين»،» ووقفت على محتاجي أولادي «، وأولادهم، فيعود الوصف في الأول إلى الأولاد مع أولادهم، وفي الثاني إلى أولاد الأولاد مع الأولاد. وقيل: لا. محلي، والله أعلم.
(٣) قال في شرح الغاية ما لفظه: وأما قوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}، {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[المائدة ٦]، فوجوب غسل المرفقين والكعبين إنما هو لفعل النبي ÷، فإن إفادة الغاية لقصر الحكم على ما قبلها من جهة الظاهر كما ذكره أبو الحسين وغيره، فجاز أن يدل الدليل على خلاف الظاهر، أو لأن إلى هنا ليست للغاية، وإنما هي بمعنى «مع»، كما قال بعض المفسرين إنها كذلك في قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}[النساء ٢]، ويكون فعله ÷ قرينة دالة على إرادة هذا المعنى، أو لأنه لا يتم الواجب إلا به فيكون واجباً بالتبعية لا بالأصالة، كما أن غسل جزء من الرأس يجب تبعاً لوجوب غسل الوجه.