[الأدلة الشرعية]
  عن معارضته، مع قدرتهم عليها.
  الثالث: أن وجه الإعجاز: وُرُودُهُ على أسلوب(١) مُبايِنٍ لأساليب كلامهم في خطبهم وأشعارهم، لا سيما في مطالع السور، ومقاطع الآي، مثل: {يُؤمِنُونَ} {يَفْقَهُونَ} {يَعْلَمُونَ}، ومثل: {حم} {طس} وما أشبه ذلك.
  الرابع: أنه سلامته - مع طوله جدًا - عن التناقض.
  الخامس: أنه اشتماله على الغيوب(٢).
  السادس: أنه كون قارئه لا يَكِلُّ، وسامعه لا يَمِلُّ.
  فهذه هي وجوه الإعجاز في القرآن على الخلاف.
  والأول هو الذي اعتمده الجمهور، ووجهُ الحكمة في أنَّه(٣) جُعِلَ وجهَ الإعجازِ أنه إذا أتى(٤) بما يخرق العادة فيما يتعاطاه المخاطَبون به، ويَدَّعون الصناعة فيه - علموا عجزهم عنه، ولم يكن لأحدٍ أن يقول: لو كنت من أهل هذه الصناعة لأتيت بمثل ما أتى به.
= للمعجز. وأيضا لو كان كل ما صرف العباد عن فعل مثله معجزًا لقامت المعجزة لكل أحد لا يتبعه أحد على مثل فعله. جلال.
(١) وفي الفصول موضع هذا القول ما لفظه: وقيل: أمر يحس به ولا يدرك؛ كالملاحة. فلا يدرك بوصف ولا يعبر عنه. وكأنه يريد حلاوة تلاوته وسماعه. ح أساس.
(٢) والمراد بالغيوب: نحو قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ}[الفتح ٢٧]، ومثل: {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}[الروم ٣]، ومثل: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}[آل عمران ١٥١]، إلى غير ذلك مما كان حال الإخبار غير واقع ثم وقع، وأما الإخبار بالساعة وصفة الجنة والنار فليس منه؛ إذ تحقق وقوعه فرع على صدق النبوءة وثبوت المعجز، فلا يكون وجهًا للإعجاز؛ لاستلزامه الدور.
(*) ويرد عليه: أن الكهان والهواتف وأهل الرمل والفلك يخبرون بشيء من الغيب. وإن أريد بالغيب الجنة والنار فهذا خبر جزم الكفار بكذبه، وهو عند أكثر المسلمين في معرض التكذيب، لعملهم على خلاف ما يقتضيه. جلال على الفصول.
(٣) أي: الوجه الأول.
(٤) أي: النبيء ÷.