الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى الزيادة فى صفة العلة لضرب من الاحتياط

صفحة 221 - الجزء 1

  فقد وضح بذلك فرق ما بين حالى المبتدأ والفاعل فى وصف تعليل ارتفاعهما، وأنهما وإن اشتركا فى كون كلّ واحد منهما مسندا إليه، فإن هناك فرقا من حيث أرينا.

  ومن ذلك قولك فى جواب من سألك عن علّة انتصاب زيد، من قولك: ضربت زيدا: إنه إنما انتصب؛ لأنه فضلة، ومفعول به. فالجواب قد استقلّ بقولك: لأنه فضلة، وقولك من بعد: (ومفعول به) تأنيس وتأييد لا ضرورة بك إليه؛ ألا ترى أنك تقول فى نصب «نفس» من قولك: طبت به نفسا: إنما انتصب لأنه فضلة، وإن كانت النفس هنا فاعلة فى المعنى. فقد علمت بذلك أن قولك: ومفعول به زيادة على العلّة تطوّعت بها. غير أنه فى ذكرك كونه مفعولا معنى ما، وإن كان صغيرا. وذلك أنه قد ثبت وشاع فى الكلام أن الفاعل رفع، والمفعول به نصب، وكأنك أنست بذلك شيئا. وأيضا فإن فيه ضربا من الشرح. وذلك أن كون الشئ فضلة لا يدلّ على أنه لا بدّ من أن يكون مفعولا به؛ ألا ترى أن الفضلات كثيرة؛ كالمفعول به، والظرف، والمفعول له، والمفعول معه، والمصدر، والحال، والتمييز، والاستثناء. فلمّا قلت: (ومفعول به) ميّزت أىّ الفضلات هو. فاعرف ذلك وقسه.

  * * *