باب فيما يراجع من الأصول مما لا يراجع
باب فيما يراجع من الأصول مما لا يراجع
  اعلم أن الأصول المنصرف عنها إلى الفروع على ضربين: أحدهما ما إذا احتيج إليه جاز أن يراجع. والآخر ما لا تمكن مراجعته؛ لأن العرب انصرفت عنه فلم تستعمله.
  الأوّل منهما: الصّرف الذى يفارق الاسم لمشابهته الفعل من وجهين. فمتى احتجت إلى صرفه جاز أن تراجعه فتصرفه. وذلك كقوله:
  فلتأتينك قصائد وليدفعا ... جيشا إليك قوادم الأكوار(١)
  وهو باب واسع.
  ومنه إجراء المعتلّ مجرى الصحيح؛ نحو قوله:
  لا بارك الله فى الغوانى هل ... يصبحن إلا لهنّ مطّلب(٢)
  وبقيّة الباب.
  ومنه إظهار التضعيف؛ كالححت عينه، وضبب البلد، وألل السقاء، وقوله:
  *الحمد لله العلىّ الأجلل(٣) *
(١) البيت من الكامل، وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٥٥ والإنصاف ٢/ ٤٩٠، وخزانة الأدب ٦/ ٣٣٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٤٩، والكتاب ٣/ ٥١١، والمنصف ٢/ ٧٩، وأساس البلاغة (عقل)، ولسان العرب (عقل)، وبلا نسبة فى المقتضب ١/ ١٤٣، ٣/ ٣٥٤.
(٢) البيت من المنسرح، وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات فى ديوانه ص ٣، والأزهية ص ٢٠٩، والدرر ١/ ١٦٨، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٦٩، وشرح شواهد المغنى ص ٦٢، وشرح المفصل ١٠/ ١٠١، والكتاب ٣/ ٣١٤، ولسان العرب (غنا)، والمقتضب ١/ ١٤٢، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢/ ٣٣٦، ورصف المبانى ص ٢٧٠، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٥، والمحتسب ١/ ١١١، والمنصف ٢/ ٦٧، ٨١، ومغنى اللبيب ص ٢٤٣، والمقتضب ٣/ ٣٥٤، وهمع الهوامع ١/ ٥٣.
(٣) الرجز لأبى النجم فى خزانة الأدب ٢/ ٣٩٠، ولسان العرب (جلل، والدرر ٦/ ١٣٨، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٤٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩٥، وجمهرة اللغة ص ٤٧١، وتاج العروس (جزل)، (جلل)، (خول)، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣/ ٥٠٨، ٨٩٣، والمقتضب =