الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى هل يجوز لنا فى الشعر

صفحة 332 - الجزء 1

  وبين الموصول والصلة، وغير ذلك، مجيئا كثيرا فى القرآن، وفصيح الكلام.

  ومثله من الاعتراض بين الفعل والفاعل قوله:

  وقد أدركتنى - والحوادث جمّة - ... أسنّة قوم لا ضعاف ولا عزل⁣(⁣١)

  والاعتراض فى هذه اللغة كثير حسن. ونحن نفرد له بابا يلى هذا الباب، بإذن الله سبحانه وتعالى.

  ومن طريف الضرورات وغريبها ووحشيّها وعجيبها ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:

  هل تعرف الدار ببيدا إنّه ... دار لخود قد تعفّت إنّه

  فانهلّت العينان تسفحنّه ... مثل الجمان جال فى سلكنّه

  لا تعجبى منّا سليمى إنه ... إنا لحلالون بالثغرنّه

  وهذه الأبيات قد شرحها أبو علىّ | فى البغداديّات، فلا وجه لإعادة ذلك هنا. فإذا آثرت معرفة ما فيها فالتمسه منها.

  وكذلك ما أنشده أيضا أبو زيد للزفيان السعدىّ:

  يا إبلى ما ذامه فتأبيه ... ماء رواء ونصىّ حوليه

  هذّا بأفواهك حتى تأبيه ... حتى تروحى أصلا تباريه

  تبارى العانة فوق الزازيه⁣(⁣٢)

  هكذا روينا عن أبى زبد، وأمّا الكوفيون فرووه على خلاف هذا؛ يقولون:


(١) البيت لجويرية بن زيد فى الدرر ٤/ ٢٥، ولرجل من بنى دارم فى شرح شواهد المغنى ٢/ ٨٠٧، وبلا نسبة فى سر صناعة الإعراب ١/ ١٤٠، ولسان العرب (هيم)، ومغنى اللبيب ٢/ ٣٨٧، وهمع الهوامع ١/ ٣٤٨.

(٢) الرجز للزفيان السعدى فى ديوانه ص ١٠٠، ولسان العرب (زيز) وتاج العروس (زيز)، وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ٥/ ٢٤١، ١٣/ ٢٧٠، ٢٧٩، ١٥/ ٣١٣، وتاج العروس (زبى). والنّصىّ: نبت معروف، يقال له نصىّ ما دام رطبا، فإذا ابيض فهو الطريفة فإذا اضخم ويبس فهو الحلىّ، والنصىّ نبت ناعم من أفضل المرعى. وانظر اللسان (نصا) والعانة: القطيع من حمر الوحش. والزازية: الأرض الغليظة.