باب فى نقض العادة
  ولقد نزلت فلا تظنّى غيره ... منّى بمنزلة المحبّ المكرم(١)
  ومثله قول الأخرى:
  لأنكحنّ ببّه ... جارية خدبّه
  مكرمة محبّه ... تجبّ أهل الكعبة(٢)
  وقال الآخر:
  ومن يناد آل يربوع يجب ... يأتيك منهم خير فتيان العرب
  المنكب الأيمن والردف المحبّ(٣)
  قالوا: وعلّة ما جاء من أفعلته فهو مفعول - نحو أجنّه الله فهو مجنون وأسلّه الله فهو مسلول، وبابه - أنهم إنما جاءوا به على فعل؛ نحو جنّ فهو مجنون، وزكم فهو مزكوم، وسلّ فهو مسلول. وكذلك بقيّته.
  فإن قيل لك من بعد: وما بال هذا خالف فيه الفعل مسندا إلى الفاعل صورته مسندا إلى المفعول، وعادة الاستعمال غير هذا؛ وهو أن يجيء الضربان معا فى عدّة واحدة؛ نحو ضربته وضرب، وأكرمته وأكرم، وكذلك مقاد هذا الباب؟
  قيل: إنّ العرب لمّا قوى فى أنفسها أمر المفعول حتى كاد يلحق عندها برتبة
(١) البيت من الكامل، وهو لعنترة فى ديوانه ص ١٩١، وأدب الكاتب ص ٦١٣، والأشباه والنظائر ٢/ ٤٠٥، والاشتقاق ص ٣٨، والأغانى ٩/ ٢١٢، وجمهرة اللغة ص ٥٩١، وخزانة الأدب ٣/ ٢٢٧، ٩/ ١٣٦، والدرر ٢/ ٢٥٤، وشرح شذور الذهب ص ٤٨٦، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٨٠، ولسان العرب (حبب)، والمقاصد النحوية ٢/ ٤١٤، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢/ ٧٠، وشرح الأشمونى ١/ ١٦٤، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٥، والمقرب ١/ ١١٧، وهمع الهوامع ١/ ١٥٢.
(٢) الرجز لبنت أبى سفيان والدة عبد الله بن الحارث فى سر صناعة الإعراب ٢/ ٥٩٩، الدرر ١/ ٢٢٦، وشرح المفصل ١/ ٣٢، ولسان العرب (ببب)، (خدب)، والمقاصد النحوية ١/ ٤٠٣، ولامرأة من قريش فى جمهرة اللغة ص ٦٣، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢/ ٤٠٥، والمنصف ٢/ ١٨٢، وتاج العروس (ببب)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٤٢، وتهذيب اللغة ١٥/ ٥٩٣. ببّه: حكاية صوت الصبى. خدبّه: ضخمة.
(٣) الرجز بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢/ ٤٠٥.