الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 63 - الجزء 1

  الرابع «ول ق» قالوا: ولق يلق: إذا أسرع. قال:

  * جاءت به عنس من الشام تلق⁣(⁣١) *

  أى تخفّ وتسرع. وقرئ⁣(⁣٢) {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}⁣[النور: ١٥] أى تخفّون وتسرعون. وعلى هذا فقد يمكن أن يكون الأولق⁣(⁣٣) فوعلا من هذا اللفظ، وأن


= وقوله: يأتى تراث أبيه» أى: يفعل فعل أبيه فى التصعيد فى الجبال، و «القذف» واحده: قذفة - كغرفة وغرف - وهى: ما أشرف من الجبال. (نجار مع زيادة) وانظر «تهذيب لسان العرب»: (عود).

(١) صدر البيت من الرجز للشماخ فى ديوانه ص ٤٥٣، ولسان العرب (زلق)، (ولق)، وللقلاح ابن حزن فى شرح شواهد الإيضاح ص ٦٢٢، وشرح المفصل ٩/ ١٤٥، ولسان العرب (زملق)، (زلق)، وتاج العروس (ولق) وبلا نسبة فى لسان العرب (جوع)، (أنق) (زلق)، (شول) والشعر والشعراء ٢/ ٦٠٢، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١٥، والمحتسب ٢/ ١٠٤، وجمهرة اللغة ص ١١٦٧، وتاج العروس (جوع)، (أنق)، (شول)، وتهذيب اللغة ٣/ ٥١، ٨/ ٤٣٣، ٩/ ٣٠٩، ٣٢٣، ٤٠٢، ١١/ ٤١١، وكتاب العين ٢/ ١٨٥، ٥/ ٢٢١، ٢٥٦، ٦/ ٢٨٥، ومقاييس اللغة ١/ ١٤٨، ٣/ ٢٢، ٦/ ١٤٥، والمخصص ٣/ ٥٤، ٥/ ٣٣، ١١١، ١١٥، ٧/ ١٠٩، ١٣/ ١٣٥، وأساس البلاغة (ولق)، وعجزه:

* يدعى الجليد وهو فينا الزّمّلق*

ورجل زلق وزملق، وزمالق، وزمّلق، أى: الذى ينزل قبل أن يجامع.

(٢) قراءة شاذّة، نسبها أبو حيان فى البحر (سورة النور آية ١٥) إلى: عائشة، وابن عباس، وعيسى ابن عمر، وزيد بن على، وفى «المحتسب»: «ومن ذلك قراءة عائشة، وابن عباس ® وابن يعمر، وعثمان الثقفى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ}⁣[النور: ١٥]» ثم قال فى توجيه هذه القراءة: «أمّان تلقونه» ف [بمعنى]: تسرعون فيه، وتخفون إليه، قال الراجز:

* جاءت به عنس من الشام تلق*

أى: تخف وتسرع، وأصله: تلقفون فيه أو إليه؛ فحذف حرف الجر، وأوصل الفعل إلى المفعول؛ كقوله تعالى: {وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً}⁣[الأعراف: ١٥٥] أى: من قومه، والهاء [أى من «تلقونه»] ضمير الإفك الذى تقدم ذكره»؛ وبهذا النقل عن ابن جنى فى «محتسبه» يمكنك أن تجزم بثبوت ما ذكره الشيخ محمد على النجار احتمالا فى تعليقه على هذا الموضع من الخصائص، قال: «وكأن الأصل: تخفون فيه» فحذف الجار، وأوصل الضمير بالفعل» وفى ج: «تخفونه» ا هـ كلامه، فلو رجع الشيخ إلى المحتسب»، لجزم دون احتمال! انظر المحتسب (٢/ ١٠٤، ١٠٥).

(٣) الأولق والألق والألاق: الجنون، نقول: قد ألقه الله يألقه ألقا - من باب ضرب - ويقال للمجنون: مؤولق. تهذيب لسان العرب (ألق) بتصرف. =