الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

حذف الاسم على أضرب

صفحة 148 - الجزء 2

  من قبل أن هذه طريق الحكاية، وما كان كذلك فالخطب فيه أيسر، والشناعة فيه أوهى وأسقط. وليس ما كنّا عليه مذهبا له تعلّق بحديث الحكاية. وكذلك إن كانت الصفة جملة لم يجز أن تقع فاعلة ولا مقامة مقام الفاعل؛ ألا تراك لا تجيز قام وجهه حسن، ولا ضرب قام غلامه، وأنت تريد: قام رجل وجهه حسن، ولا ضرب إنسان قام غلامه. وكذلك إن كانت الصفة حرف جرّ أو ظرفا لا يستعمل استعمال الأسماء. فلو قلت: جاءنى من الكرام؛ أى رجل من الكرام. أو حضرنى سواك؛ أى إنسان سواك؛ لم يحسن لأن الفاعل لا يحذف. فأمّا قوله:

  أتنتهون ولن ينهى ذوى شطط ... كالطعن يهلك فيه الزيت والفتل⁣(⁣١)

  فليست الكاف هنا حرف جر، بل هى اسم بمنزلة مثل؛ كالتى فى قوله:

  *على كالقطا الجونىّ أفزعه الزجر⁣(⁣٢) *

  وكالكاف الثانية من قوله:

  *وصاليات ككما يؤثفين*

  (أى كمثل ما يؤثفين) وعليه قول ذى الرمّة:

  أبيت على ميّ كئيبا وبعلها ... على كالنقا من عالج يتبطح⁣(⁣٣)


(١) البيت من البسيط، وهو للأعشى فى ديوانه ص ١١٣، والأشباه والنظائر ٧/ ٢٧٩، والجنى الدانى ص ٨٢، والحيوان ٣/ ٤٦٦، وخزانة الأدب ٩/ ٤٥٣، ٤٥٤، ١٠/ ١٧٠، والدرر ٤/ ١٥٩، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٨٣، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٤، وشرح المفصل ٨/ ٤٣، ولسان العرب (دنا)، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٩١، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ١٩٥، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٦، والمقتضب ٤/ ١٣١، وهمع الهوامع ٢/ ٣١. ويروى: (يذهب) مكان (يهلك). الفتل: جمع الفتيل، وهو هنا ما يستعمل فى الجراحة. أراد طعنا نافذا إلى الجوف يغيب فيه الزيت والفتل.

(٢) عجز البيت من الطويل، وهو للأخطل فى ديوانه ص ٤٢٠، والمقتضب ٤/ ١٤٢، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ١٩٨، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٨٧، ٣٠١. ويروى (أفزعها) مكان (أفزعه). وصدره:

*قليل غرار النوم حتى تقلصوا*

(٣) البيت من الطويل، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ١٢١٠، وخزانة الأدب ١٠/ ١٦٧، ١٧١، =