حذف الفعل
  خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي}[الإسراء: ١٠٠] ونحوه؛ الفعل فيه مضمر وحده، أى إذا انشقّت السماء، وإذا كوّرت الشمس، وإن هلك امرؤ، ولو تملكون. وعليه قوله:
  إذا ابن أبى موسى بلال بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر(١)
  أى إذا بلغ ابن أبى موسى. وعبرة هذا أن الفعل المضمر إذا كان بعده اسم منصوب به ففيه فاعله مضمرا. وإن كان بعده المرفوع به فهو مضمر مجرّدا من الفاعل؛ ألا ترى أنه لا يرتفع فاعلان به. وربما جاء بعده المرفوع والمنصوب جميعا؛ نحو قولهم: أمّا أنت منطلقا انطلقت معك (تقديره: لأن كنت منطلقا انطلقت معك) فحذف الفعل فصار تقديره: لأنّ أنت منطلقا (وكرهت) مباشرة (أن) الاسم فزيدت (ما) فصارت عوضا من الفعل ومصلحة للّفظ لتزول مباشرة (أن) الاسم. وعليه بيت الكتاب:
  أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر ... فإنّ قومى لم تأكلهم الضبع(٢)
  أى لأن كنت ذا نفر قويت وشدّدت، والضبع هنا السنة الشديدة.
  فإن قلت: بم ارتفع وانتصب (أنت منطلقا)؟.
(١) البيت من الطويل، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ١٠٤٢، وخزانة الأدب ٣/ ٣٢، ٣٧، وسمط اللآلى ص ٢١٨، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٦، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٦٦٠، وشرح المفصل ٢/ ٣٠، والكتاب ١/ ٨٢، وتاج العروس (وصل)، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١/ ٢٩٦، وتخليص الشواهد ص ١٧٩، وشرح المفصل ٤/ ٩٦، ومغنى اللبيب ١/ ٢٦٩، والمقتضب ٢/ ٧٧.
(٢) البيت من البسيط، وهو لعباس بن مرداس فى ديوانه ص ١٢٨، والأشباه والنظائر ٢/ ١١٣، والاشتقاق ص ٣١٣، وخزانة الأدب ٤/ ١٣، ١٤، ١٧، ٢٠٠، ٥/ ٤٤٥، ٦/ ٥٣٢، ١١/ ٦٢، والدرر ٢/ ٩١، وشرح شذور الذهب ص ٢٤٢، وشرح شواهد الإيضاح ٤٧٩، وشرح شواهد المغنى ١/ ١١٦، ١٧٩، وشرح قطر الندى ص ١٤٠، ولجرير فى ديوانه ١/ ٣٤٩، وشرح المفصل ٢/ ٩٩، ٨/ ١٣٢، والشعر والشعراء ١/ ٣٤١، والكتاب ١/ ٢٩٣، ولسان العرب (خرش)، (ضبع)، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٥، وبلا نسبة فى الأزهية ص ١٤٧، وأمالى ابن الحاجب ١/ ٤١١، ٤٤٢، والإنصاف ١/ ٧١، وأوضح المسالك ١/ ٢٦٥، وتاج العروس (ما)، وتخليص الشواهد ص ٢٦٠، والجنى الدانى ص ٥٢٨، وجواهر الأدب ١٩٨، ٤١٦، ٤٢١، ورصف المبانى ص ٩٩، ١٠١، وشرح الأشمونى ١/ ١١٩، وشرح ابن عقيل ص ١٤٩، ولسان العرب (أما)، ومغنى اللبيب ١/ ٣٥، والمنصف ٣/ ١١٦، وهمع الهوامع ١/ ٢٣.