باب فى أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة
صفحة 218
- الجزء 2
  وذلك أنه سبحانه ليس عالما بعلم؛ فهو إذا العليم الذى فوق ذوى العلوم أجمعين. ولذلك لم يقل: وفوق كل عالم عليم، لأنه - عز اسمه - عالم، ولا عالم فوقه.
  فإن قلت: فليس فى شيء مما أوردته من قولك: «وأوتيت من كل شيء» و (خالق كل شيء)، «وفوق كل ذى علم عليم»، اللفظ المعتاد للتوكيد.
  قيل: هو وإن لم يأت تابعا على سمت التوكيد فإنه بمعنى التوكيد ألبتّة؛ ألا ترى أنك إذا قلت: عممت بالضرب جميع القوم ففائدته فائدة قولك: ضربت القوم كلهم. فإذا كان المعنيان واحدا كان ما وراء ذلك غير معتدّ به ولغوا.
  * * *