الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى احتمال القلب لظاهر الحكم

صفحة 298 - الجزء 2

  لم تتلفّع بفضل مئزرها ... دعد ولم تغذ دعد فى العلب⁣(⁣١)

  كذا الرواية بصرف (دعد) الأولى، ولو لم يصرفها لما كسر وزنا، وأمن الضرورة أو ضعف إحدى اللغتين. وكذلك قوله:

  أبيت على معارى فاخرات ... بهنّ ملوّب كدم العباط⁣(⁣٢)

  هكذا أنشده: على معارى بإجراء المعتل مجرى الصحيح ضرورة، ولو أنشد: على معار فاخرات لما كسر وزنا ولا احتمل ضرورة.

  * * *


(١) البيت من المنسرح، وهو لجرير فى ملحق ديوانه ص ١٠٢١، ولسان العرب (دعد)، (لفع)، ولعبيد الله بن قيس الرقيات فى ملحق ديوانه ص ١٧٨، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٢٨٢، وأمالى ابن الحاجب ص ٣٩٥، وشرح الأشمونى ٢/ ٥٢٧، وشرح قطر الندى ص ٣١٨، وشرح المفصل ١/ ٧٠، والكتاب ٣/ ١٤١، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٥٠، والمنصف ٢/ ٧٧. الالتفاع والتلفّع: الالتحاف بالثوب. وهو أن يشتمل به حتى يجلّل جسده. والعلب واحدها علبة، وهى قدح من جلد يشرب فيه اللبن.

(٢) البيت من الوافر، وهو للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٦٨، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٩٩٣، ولسان العرب (لوب)، (عرا)، وللهذلى فى الكتاب ٣/ ٣١٣، والمنصف ٢/ ٦٧، ٧٥، ٣/ ٦٧، وتاج العروس (عرا)، وبلا نسبة فى لسان العرب (عبط)، (سما)، ويروى (واضحات) مكان (فاخرات). ومعارى المرأة: ما لا بدّ لها من إظهاره، واحدها معرى، ومعارى المرأة يداها ورجلاها ووجهها. قال ابن سيده: والمعارى الفرش، وقيل: إنّ الشاعر عنى المرأة نفسها، وقيل: عنى أجزاء جسمها. واختار معارى على معار لأنه آثر إتمام الوزن، وفرّ من الزّحاف. اللسان (عرا) والملوّب: المخلوط بالملاب وهو الزعفران. ودم العباط: هو ما نحر لغير علة.