الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 86 - الجزء 1

  النظر؛ إذ ليس غرضنا فيه الرفع، والنصب، والجرّ، والجزم؛ لأن هذا أمر قد فرغ فى أكثر الكتب المصنّفة فيه منه. وإنما هذا الكتاب مبنىّ على إثارة معادن المعانى، وتقرير حال الأوضاع والمبادى، وكيف سرت أحكامها فى الأحناء والحواشى.

  فقد ثبت بما شرحناه وأوضحناه أنّ الكلام إنّما هو فى لغة العرب عبارة عن الألفاظ القائمة برءوسها، المستغنية عن غيرها، وهى التى يسميها أهل هذه الصناعة الجمل، على اختلاف تركيبها. وثبت أنّ القول عندها أوسع من الكلام تصرّفا، وأنه قد يقع على الجزء الواحد، وعلى الجملة، وعلى ما هو اعتقاد ورأى، لا لفظ وجرس.

  وقد علمت بذلك تعسّف المتكلّمين فى هذا الموضع، وضيق القول فيه عليهم، حتى لم يكادوا يفصلون بينهما. والعجب ذهابهم عن نصّ سيبويه فيه، وفصله بين الكلام والقول.

  * ولكل قوم سنّة وإمامها*

  * * *